صدر حديثاً عن دار كنعان للدراسات والنشر في دمشق، كتاب شِعريّ جديد حمل عنوان “جريح كالوديان” لمؤلفها الشاعر الكُردي السوري طه خليل، حيثُ جاء في 132 صفحة من القطع المتوسط، فيما صمّم الغلاف المصمم السوري باسم صبّاغ.
في هذا الكتاب؛ نقرأ عن “أطفال الحرب” وهم يرفعون شارة النصر أمام المصوّر الأجنبي الأشقر، وعن “الإيزيدية” التي قَدِمَ المصورون ليلتقطوا صوراً لقدميها الحافيتين، عن “القصف” وعن “النادل الكُردي” في مقهى ببات توما، وعن “أمهات الحرب” (الأم التي تنتظر ابنها المجند/ الأم التي تنتظر ابنها المعتقل/ الأم التي تنتظر ابنها الغائب.. المفقود/ الأمهات البائسات.. الأمهات اللواتي يقطرن الملح في عيونهن/ الأمهات اللواتي هدَّ الحزن ظهورهن).
القصائد على الرغم من قصرها، إلا أنها تقول الكثير الكثير، وتوثّق لحالات إنسانيّة عديدة، كما أنها تحتفي بالحبّ والحياة أيضاً.
أربع قصائد من الكتاب:
1- (الحرب):
كنت أستند عليك، حتى تنتهي الحرب
انتهيتُ وما توقفت الحرب.
***
2- (الحرب ثانية):
من تسندني حتى تنتهي هذه الحرب
من ترافقني في شوارع دمشق؟
من تطلب من النادل الكُردي في المطعم
أنْ يبدّل لنا أغاني الحرب.. بأغنية كُرديّة
فينتشي خشب المطعم القديم.
***
3- (والحرب):
أحنُّ إلى الغابات
الشجر لا يتقاتل
الشجر يتعانق
حين تهب الريح.
***
4- (في الحرب كذلك):
لا بأس أيها الحب
لم أعد أتذكر منكَ الكثير
تمرّ بي الغزالة مكسورة الخاطر والحواس
تمرّ ولا تلتفت، ولا عشب في يدي
لا بأس أيها الحب
أرجوك، أيها الحب
أحرس الغزالة في غيابي.
***
طه خليل:
شاعر كُردي سوري، من مواليد قامشلي 1966. صدر له شعراً: “قبل فوات الأحزان” (دمشق- 1988)، ” ملك أعمى” (بيروت- 1994)، “ورود وقبلات سريعة” (سويسرا- 1999)، ” أينما ذهبت” (دمشق- 2006)، “قصيدة حلبجة” (السليمانية- 2004)، و”أثرها” (دمشق- 2006)، “كحل الرسولة” (قامشلي- 2021)، بالإضافة إلى روايتيه، الأولى صدرتْ باللغة الألمانية، وحملتْ عنوان “دفتر صديقي” (سويسرا- 1999)، والثانية بالعربيّة حملت عنوان “لسع الثلج” (القاهرة- 2022).
ــــــــــــــــ