“الكتابُ أكـرم النَّاسِ” لحسن ملواني ــ المغرب

لو سألني أحد عن أكرم الناس لقلت هؤلاء الكُتَّاب الذين سهروا وتعلموا وهم يحملون هم الإفادة والاستنارة أينما حلوا وارتحلوا فلم يهنأ لهم بال إلا وهم راسخو الأقدام على ضفة الإنتاج والعطاء، يبذلون الجهد في القراءة صيفا وشتاء، يتتبعون مجريات الأمور بجدية المتمحص قصد اقتراح البدائل الممكنة للمعضلات،

كُتاَّب ‘يوثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة ‘ أعرف كثيرا منهم يكتبون في كل وقت وحين لا يهمهم المال بقدر ما يهمهم التنوير لمُذلٍ للناس أو لمُهان بجهل الناس لقيمة الناس…pppالكتاب كرماء وكرمهم يتجاوز المآدب والمحافل إلى الفكرة المثمرة الخالدة يقرأها هؤلاء ومن سيأتي بعدهم، ويكونون بذلك الدعاة في كل وقت وحين، فلازلنا نستفيد من أفكار محمود العقاد والمنفلوطي وميخائيل نعيمة والرازي وابن رشد… أفكار جليلة متعلقة بالمجتمع والجانب العلائقي اللائق بالسلوك الحضاري الذي ينبغي أن يسود..الكُتَّاب أكرم الناس أيها الناس، فخير الناس أنفعهم للناس ..يكدحون ويحرصون على الإمداد ومواصلة العطاء رغم كسوف نجم القراءة في بلدان يعتقد جل أهلها من المسلمين أن الفرض يقتصر على الصوم والصلاة، صلاة كثيرا ما تؤدى بحركات بلا روح تترجم مؤداها في الواقع المعاملاتي بيننا وبين غيرنا فاتهموا بالتخلف والإرهاب والخذلان.أكرم الناس كُتَّاب تجاوزوا التفكير في ذواتهم إلى التفكير في مآل المضطهدين والمساكين وحتى المعتوهين . يتألمون لأنهم يقدرون الإنسان حق قدره ويعملون على إحاطته بقداسة خاصة كي تحترم حقوقه ولكي يكتسب معنويات تحفزه إلى العمل المتقن الراقي.الكُتَّاب أكرم الناس يقضون حياتهم مانحين لبعض راحتهم لإراحة الغير الذي قد لا يعترف بالجميل إذ لا يعرف فحوى الجميل المُسْدَى إليه إلا الكريم ففارق شاسع ذاك الذي بين العارف الفقيه والجاهل السفيه.