أُحبُّ الأبيضَ، لأن التطلعَ إلى القادمِ من صفاتي، ولأني أحب الارتعاش أمام الاحتمالاتْ .
ليس كالأبيض من يغريك بجغرافية التوغّلِ، ليس كالأبيض عذريّةً. والأبيضُ سمائي حي تحنُّ سمائي، فينفجر الرعد والمطرْ، ويصدح صخب الأطفال في الشوارع والحاراتْ.
الأبيضُ حكاية عشق يُوقِّعُ عليه الأحمرُ خَتْمَ القُبلِ المسروقة والآهاتْ .
والأبيض سيرة الثلج وابتسامُ الأقحوانْ، وهو اللبنُ يشرب منه النبيءُ ليلة المعراجِ ليصعد عاليا إلى ملكوت السماءْ ، هو الفطرة لا قالب لها، حُرّةً وفاتنة!
هوالكفنُ يتجلبب به المتعبون من سراب الألوانْ، وهو الصفحة تتحدى ما فيك من جنون الخيالْ، ، والأبيض ضميرُ الليل المُشَوَّشِ يترقب تنفّسَ النهارْ، والأبيضُ هو الأبيضُ، قابلٌ للتنوع والتشكل والانفجارْ، قابلٌ لأن يقبلَ روحكَ ويسافرَ ، قابل لأن ينسى بياضهُ، وينصهر في ذرّاتِ الأكوانْ!!