“عائشتي ” ياسر الأقرع / سورية

أمسِ.. استأذنتُ مخيِّلتي
وعَرَجتُ بها لأرى عُمريْ
في عُمْقِ عيونِ مُجنِّنَتي
وهناااالك كانت مشكلتي…
في أرقى لحظات الصَّمتِ
وأنا أتأمَّل عينيها وأُقَطَّفُ أزهارَ الوقتِ
سَأَلتْ: ما أخبارُ الشِّعرِ..!؟


فَاجَأني طرحُ مُسائِلتي
يا طفلةَ روحي… عَاتِبةٌ!!؟
الوحيُ قرارٌ غيبيٌّ.. يتحكَّم بي وبقافيتي
الوحيُ جنونٌ آنيٌّ.. جنِّيٌّ ينفث في شفتي
وأنا أترصَّدُ غزوتَه ما بين الـ: يأتي / لا يأتي
لثوانٍ شردتْ عيناها
وتنهَّد رأيٌ مخفيٌّ
تلك التَّنهيدة معناها
لم تؤمن قطُّ بفلسفتي
أَخَذتْ تتفقَّدُ أوراقي لتفسِّرَ فوضى طاولتي
وكأنَّ أصابِعَها الحيرى تعبثُ في معبدِ ذاكرتي
وأنا بعوالمِ فِتنَتِها…
أتأمَّلُ أهداباً سكرى
لامرأةٍ تتنفَّسُ غَيرةْ
وأقول استاءت مُربِكَتي
هَمستْ بحروفٍ متعَبَةٍ
ألقت جَمَراتٍ في رئتي:
أَوَلستُ جنونَكَ..!؟ قلتُ: بلى
وحبيبةَ قلبِكَ..!؟ قلتُ: بلى
قالتُ: فإذاً…..!!!
وأثار الوحيَ كعاصفةٍ حزنٌ في عَينَيْ قاتلتي
وشَرَعتُ أُدوِّنُ ما يأتي:
” أمسِ.. استأذنتُ مخيِّلتي
وعرجتُ بها لأرى عمريْ في عُمْقِ عيون مجنِّنَتي..”
قاطَعَتِ الفكرةَ ضاحكةً:
الوحيُ قرارٌ عشقيٌّ
طيرٌ لو غادر نافذتي
راودَ أسراباً من فِكَرٍ وأتى يستأذنُ ذائقتي
أكملْ ما كنتَ بدأتَ بهِ…
واذكر سلطانيَ مُعتَرِفاً بضَياعكَ خارجَ مملكتي
واكتب عنواناً يرضيني..عقلاً.. ويترجمُ عاطفتي
أكملتُ النَّص على عَجَلٍ
ونثرتُ رؤاها في لغتي
وَوَفَيْتُ بوعديَ..
ها إنِّي…كُرمى لعيونِ مُناقِشَتي.

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي

د.حسن بوعجب| المغرب             لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات