مع اعلان مصر في إبريل الماضي اعتزامها تصنيع لقاح سبوتنيك لديها عبر شركة مينا فارم الدوائية المصرية بالاتفاق مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي المسؤول عن تسويق اللقاحات و أصبح هذا اللقاح حديث الناس وسط محدودية المعلومات العلمية عن فاعليته وآمانه.
في حرب ضروس خاضتها الدول الكبرى من أجل الاستحواذ على اسبقية طرح اللقاح الذي يضع حدا للجائحة كان الدب الروسي يحتسي نخب الانتصار مع تسجيله الأسرع للقاحه في 11اغسطس عام 2020 لدى وزارة الصحة الروسية حيث قام بتطوير اللقاح مركز غاماليا الوطني لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة وجاءت التسمية بسبوتنيك 5 تيمنا باسم أول قمر صناعي سوفيتي غزت به الفضاء عام 1957.
تعتمد فكرة هذا اللقاح على نواقل الفيروس الغدي (الادينوفيروس) التي تسبب نزلات البرد الخفيفة لدى البشر حيث تتم إزالة مادته الجينية المسببة للعدوى ووضع شفرة البروتين الشوكي المميز لكوفيد لاستثارة وتحفيز الجهاز المناعي بجسم الإنسان على الاستجابة وإنتاج الأجسام المضادة ضده مما يقي من العدوى.
يستخدم اللقاح نوعين من الادينوفيروس في جرعتيه حيث تحتوي الجرعة الأولى على Ad26 مما يجعله شبيه بلقاح جونسون اند جونسون فيما تحتوي الجرعة الثانية على Ad5 ليشبه في ذلك لقاح كانسينو الصيني المسمى تجاريا كونفيديسيا.
فاعلية هذا اللقاح تصل نسبتها إلى 91.6٪ وهو واحد من لقاحات قليلة لا تتجوز أصابع اليد الواحدة تخطت نسبة 90٪.
فيما يخص قدرة هذا اللقاح على التصدي للاشكال المتحورة من الفيروس فتشير الدراسات لقدرته على التعامل مع المتحور البريطاني B117 بشكل جيد فيما يتضاءل بشكل ملحوظ مع المتحور الجنوب الأفريقي B1351 أسوة بغالبية اللقاحات العاجزة عن التعامل مع هذا المتحور لكن لاتوجد دراسات حتى الآن فيما يتعلق بفاعليته مع المتحور الهندي الأخير.
كما طرح معهد غاماليا أيضا لقاح سبوتنيك لايت وهو جرعة واحدة فقط والمحتوية على Ad26 وتبلغ فاعليته 79.4٪ في اليوم الثامن والعشرين بعد التحصين وتنشد به روسيا تحقيق المناعة السريعة عبر تحصين عددا كبيرا من السكان والتصدير للدول التي تعانى تفشيا حادا وتحتاج اجراءات على وجه السرعة ولكنه في الوقت نفسه ليس بديلا عن سبوتنيك 5.
يمكن حفظ اللقاح في درجة حرارة من 2-8 درجة مئوية مما يجعل فرصة توزيعه سهلة عبر العالم وخاصة بالدول النامية.
فيما يخص آمان وسلامة اللقاح فلا توجد أي بيانات حتى الآن حول تسببه في حدوث تجلطات على الرغم من دخول EDTA والادينوفيروس في تركيبه كلقاحي جونسون اند جونسون واسترازينكا سواء بسواء وقد تعرضنا لدورهما المحتمل في تكوين الجلطات في مقال سابق والحقيقة أن حرية تدفق البيانات والمعلومات وشفافيتها في دول مثل روسيا والصين تظل دائما تحت دائرة الاستفهام والاتهام ؟!
لكن نحتاج إلى مزيد من الطمأنة فيما يخص الناقل الفيروسي Ad5 والذي تسبب في الإصابة بالايدز لدى الرجال ذوي القابلية لذلك في بعض التجارب أثناء تطوير لقاح ضد الإيدز في 2008.
من الجدير بالذكر أن الشركة استخدمت اثنان من النواقل الفيروسية (الادينوفيروس) في محاولة للتغلب على احتمالية تولد استجابة مناعية ضد الفيروس الناقل قبل تمكنه من إيصال شفرة البروتين الشوكي لكن يبقى السؤال هل هذا كافيا وأنه لو أعطى اللقاح لشخص قد سبق إصابته بفيروس الأدينو المسبب لنزلات البرد وتشكلت لديه أجسام مضادة فلن يقلل ذلك من كفاءة اللقاح ويؤدي للفظ الجهاز المناعي لغالبية اللقاح؟! . أسئلة وغيرها الكثير ربما تحمل لنا الدراسات الإجابة عنها.
شاهد أيضاً
“12:21” رواية لرؤى أبوالسعود.. حين تحاور الذات نفسها!
عمَّان- رواية 12:21 لمؤلفتها رؤى أبو السعود تدور داخل النفس الإنسانية لبطلتها التي تحاول أن …