“الوصاية والاستجداء في الفكر العربي”العربي الحميدي / المغرب

حين يعيش بعض (أدباء) العالم العربي لأسباب معروفة داخل قوقعة التزمت الفكري ويكتب دون وعي أو عن عدم ادراك ماهية الاختلاف وبالمساس بحرية التنوع الفكري

يكتب أحدهم
(في ظلّ الفوضى العارمة الّتي تشهدها الثّقافة العربيّة ثمّة ملامح مضيئة وجادّة ومقاومة تسعى إلى التّجديد والتّحديث. على صعيد الشّعر، ثمّة ما يمكن أن نسمّيه بالشّعريات الفاسدة غير المنتجة للمعنى، ونعني بها ذلك الشّعر الّذي يحوم في المطلق، ويوغل في الاحتفاء بالبلاغة الزّائفة، ويطنب في المجاز إلى حدّ يتلاشى معه المعنى، ومنه شعر الوجدانيّات والمناجاة، أي شعر الأنا في أوجاعها وانكساراتها وذاتيتها، والشّعر الّذي يمتدح القصيدة والشّاعر في شكل احتفاليّ أو بكائيّ. كما نجد من الشّعر ما يحاول أن يحاكي التّصوّف، فإذا هو مسخ وتهويم. هذا النّوع من الشّعر وغيره لا فائدة منه، ولا يقود إلى أيّ معنى، فلغته باردة وباهتة ولا تصلح حتّى لتأبين الموتى، كأنّها قدّت من ورق الصّحف الصّفراء الباهتة حيث لا حرارة ولا إحساس. أعتقد بأنّه قد حان الوقت ليقطع القارئ مع هذه النّوعيّة من الأشعار ومع هؤلاء الشّعراء الّذين يتوجّب عليهم أن يختفوا بما كتبوا من تهويمات وعموميّات باردة وخالية من الدّلالة ووهج الحياة.)
مقتطف من نص نقدي

  • ناقد

ان التنوع في الممارسة الادبية هو تعبير عما جبل عليه الأدباء من مزاولة طرح المواضيع الانسانية من قضايا واحداث وازمات واوضاع حياتية.
وما دام الأديب فردا في المجتمع فهو نفسه قضية إنسانية تعبر عن نفسها ناقلة تلك الصورة بطريقة ما.
ونظراً لتفاوت الفهم والادراك بين الادباء وتباين الاهتمامات بينهم وتعدد وتنوع الابعاد والاهداف والغايات من الطبيعي ان تكثر الآراء والطروحات.
وهناك من الادباء من يتخذ مواقف حادة وجافة في بعض القضايا الأدبية وطريقة طرحها استناداً إلى اناه بحيث لا يقبل ولا يحتمل اي توجه آخر يخالفه بحيث ينصب نفسه (قاض) في محكمة الأدبأو الفكر. من المعروف ان قضايا الأدب هي قضايا فكرية مختلفة ومتنوعة ولا تخضع في مجملها لمنهج (Binary number) .
فهناك دائما قضايا فكرية تتنوع اتجاهاتها في التأمل وتتعدد بشأنها مسارب التفكير.ان التنوع الثقافي والفكري في مجتمعنا العربي الامازيغي يزداد ويحمل رؤى فكرية وثقافية وسياسية متناقضة.
ومن اهم الاسباب التي اسهمت في تطور ونمو هذه الظاهرة الفكرية والثقافية المتنوعة للعقل هي تقنية التكنولوجيا المتطورة والمتنوعة التي ذللت البعد بين المجتمعات واحدثت ثورة غيرت المفاهيم التي كانت سائدة وألغت الحواجز التي كانت تمنع التلاقي الفكري بين المجتمعات.
ان اهم ما يدعم الحرية الفكرية هو تقبل الاختلاف لأن الاختلاف من سنن الحياة حتى تستطيع ان تتعايش التيارات الفكرية المختلفة داخل اطار واحد دون تناطح لتنبثق من خلاله المفاهيم والقيم الفرعية كالاحترام المتبادل وغيرها من المفاهيم التي تركز على مبدأ قبول الاختلاف والتعاطي معه بعقل منفتح .
انالتنوع الثقافي والادبي من أبرز عوامل التطور داخل المجتمعات المتقدمة. فبقدر ما يكون المجتمع قادر على تقبل لاختلاف بالقدر ذاته يمكنه بناء تطوره وتقدمه ونشر رسالته الثقافية والفكرية والإنسانية .

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي

د.حسن بوعجب| المغرب             لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات