مر .. يمر .. مرور
نادت حضارة كبرى حضارة القشور
ما لك واهنة والدمع في عينيك
وعلى خديك بثور ؟
ما بك مكسورة الظهر
كالحدباء يمرون بك على القبور ؟
كنا نربي الأجيال على الوفاء
يبنون دار ودور
يكبرون يعمرون
يزرعون .يصنعون
يسقون الضمير بحب ونور
كم من طاغوت
ينقش على التابوت
خطوات إلى درب محفور
لم يأكلوا عنبا
ولم يطيبوا قلبا
ولم ينالوا التمور
أين أطفالك كالورود والزهور
تاهوا بين القمامة
يبحثون عن لقمة
والأمان بين طامع ومحتل ومكسور ؟
أين أولادك يا حضارة القشور
جاعوا . تفقروا
تشردوا تهجروا
والسنابل احترقت بين سحت وغرور . ؟
أين رجالك الذين يفكرون يدافعون
رحلوا ، قتلوا
نفوا ، أهملوا
في غربة الأوطان وهنت الجذور
يا حضارة القشور
أين الصبايا والنساء
رجمن ، صلبن
لُعُنً ،اغتصبن ،
رموا أجسادهن في تنور ؟
لا يتجلى عدل
يغيم الأمل
في ظل قهر مقهور
كل يؤذن أذان
يلف حول نفسه الأمان
لا خفية لا خشية لا مستور
ما بال حضارتك روتين قاتل
وهزيمة من فعل وفاعل
حياة مملة كدائرة تدور ؟
لماذا تقتلون الأنبياء
والشرفاء والعلماء
هل فيكم قلم مكسور ؟
آه يا حضارة القشور
نسيت البشر وبنيت القصور
ألا تخشين من إعصار قادم
من محتل وراء محتل ظالم ؟
من بوق يعلن يوم النشور
متى من غفوتك تستيقظين
متى من جهلك تدركين
إن الفساد لا يبقى في الزبور
انهضي تحركي صاخبة
كموج يقتلع الصخور
فما الأمل إلا أن تكوني
حضارة كبرى ترتقي
بالإنسان نحو دار معمور