مرآة التاريخ تستنشق رائحة فتيل كقصة عابرة ،ملونة بطحالب البحر ، قط جائر يتسلق الأشجار ليصطاد الفراخ النائمة ، هل للجائع غير جعل بطنه مقبرة للآخرين ،وللظمآن شربة من كؤوس الصبيان ،سكارى الغدير ، عادوا ليزوروا أحلام الصبا ، ولم يسلموا من بطش الزمان.
دمعة من عين صارت سحابة ، ابتسامة الأحزان ،مسرات الأفق الحائر، لهيب حرمان القلب ، ذكريات الروح ، نهر من الحب ، بركان من الغضب ، لفح الأخضر واليابس.
امتطيت جواد الشعر أتفحص قافلة الحرف ، بصور الجمال . أرتوي بدماء عصافير الصباح ،بين أفراح البشر.
نحو أشعة الشمس،أنادي القمر ، كيف صارت خيوط العشب من ذهب.؟ وكيف تلقّى البحر دفئا من ربيع الغصن العقيم ، ورياح الأشواق حلما تمزق بين الخراب، فالعمر أيام يذوب رنينها، والشعر يبقى خالدا، يبكي كالخمر في قيود الكأس الفارغة.
يطوف السماء خلف زهور خريف مهزوم يرتعش من قدوم شتاء حلو بأمطار وثلوج ، تضفي ابتهاجا لتختفي…
وتندثر مقاعد الأحزان ،آخذة في طياتها بقايا الزمن الرديء ، ويغني الليل بالأمل ، يبشر بمولود جديد يكسو الأرض سعادة.
بستانا تطوف به الورود والأزهار ،في صوتها الحياة ، كصباح عيد ، ترقص في جوانحه فرحتان ، تحملها رياح الشك إلى بر الأمان ، لتصافح الأشواق وتعانق المجد ، يطهّر فينا خطايا الجراح.
لننسى بريق الضوء والألوان الباهتة.
نهفو إلى زمن بلا عنوان لنرحل كالعطر ، وأصوات الطيور تهوي فوق أشلاء الشموع تسأل نسيم الفجر ،عن الموج لماذا يفرح بالغريق ..؟ وعن الطير المكسور ، هل حملته الرياح ..؟
ما أسهل الشكوى من الأقدار . تاهت النجوم ولم تبق إلا الأسرار نائمة في أحضان التابوهات الخرساء.