هناك أنا محتار !
أرسم أوجه الأسى
على ألواح خشبيه
أرسم النارْ !
بيد لم تتوقف بها سيالات القلق
بذاكرة يتربع على ضفافها الأسى
يحرسها الألمْ
تكاد تكون مزهرة
لو لم يستوطنها الألمْ
ففي ذاكرة الألمْ
أريد منفاي
ومنفى القلمْ!
هناك أنا محتارْ
أطرد عتمة الليل
أنفخ في وجه النارْ
أتساءل وحدي
عما تركه جدي
من جروح في جروح
قبل أن يسافر في قطار انتظرناه طويلا
فطال الانتظار
رغم هذا الجدارْ
لازالت في قلبي
جنة خضراء
تسطع بعبق الأزهار
غية سوداء
تحمل في أجنحتها إليكم
كل المحيطات
كل البحارْ!
تعال يا صديقي :
أقبلك للوهلة الأولى .. منذ لقائنا
قبلة أولى
قبلة أخيره
فما يفصلني عن منفى الألم
سوى متر .. بل أمتارْ
من الألم
هناك .. هناك أقف محتارْ !
في حيرة جنونية
ألبس الألمْ
ألبس .. أشرب.. أكتب الألمْ
فأنا لا أمتص من حلَمَة الحياة
إلا الألمْ
هذه المرأة البخيلة في كل شيء
ما عدا الألمْ !
هناك ..
هناك أقف محتارْ !
في عينيّ دهشة موجعة
حماقة فتاة هائمة .. خجلى
فكل الذين اغتسلوا بوهج الكلمات
كل الذين عاشوا الألم
عباقرة التاريخ
كلما امتد الألم في أحشائهم
ذاقوا لذة الحياة
طعم القلمْ !