القصيدة؟
لحظة أخيرة من الليل
المساء؟
عجوز يستنجد بعكازه
ويضعه ليلا
الخيال؟
طيور تسافر.
الكتابة؟
ما تبقى من جثة الحلم
وأنا، أستمع إلى سيمفونية ضوء القمر
وأقول شكرا للأحلام التي لم تتحقق
لا أحمل بندقية
فقط قلما
أصفُ ما تُصَفُ به الأيام
لعلها لحظة لا تعاد
توقف أيها الموت
فانا أكتب
أمارس طقوسي المعهودة
دعني أنتهي
وأرتب ما تبقى من أشلائي
أجمع أقلامي وأوراقي
وبعض كتبي
وأترك قبلة الوداع
على خد من علمتني الشعر
انتظر ريثما أنهي وصيتي
وصية حلم ضائع
دعني أكمل اعتذاري
لمن علمتني الشعر
وينتهي الليل
وأنهي كلاما عابرا
مع زرقة اليمامة
التي علمتني ابتسامة
لعلي أخطأت في رؤياي
وفي خطاي
لكنها كانت تجربة
صرت كما صار النبي عيسى
لكنني توقفت
لأنني أخشى الغرق
انتظرني أيها الموت
فشعري لم ينته
والحكاية لم تنته
فزهرة الأوركيد
تنتظرني
سيزيف
أكتب، كما لو أنك لم تكتب يوما
على صفحات اللانهاية
أكتب
لا مكان لك بين عالم الأموات
غادر هذا الوطن
إلى وطن المطر
عانق وطن الأحلام
فسماؤك أقلام
وأرضك قصيدة
وشغفك حرف
أيها الموت وداعا
لنلتقي مرة أخرى
متمرد أنا، حتى على القدر.