كم غابة تتمشّى فينا
وأنا صامتةٌ في الظلّ،
رأيتُ هرجَ الغابات،
اختزلتُ خطوي بيْن حذرٍ وخوف،
توغّلتُ في أعماق الأدغال…
قريباً منّي ومن ظلّي
لا شيء غير ربوْة مخضرّة،
ترابٍ نديّ،
ودمعتين على ورقة توت برّيّ…
لكني، عدتُ، على أية حال،
بحبّتيْ لوزٍ،
شحَّ دونهما النّسغُ…
لكنْ، أبعدَ مني ومن ظلي،
رأيتُ
ما فعلتْه مدنُ النّمل،
واليرقاتِ التي بدّلتْ أثوابها،
والفَراشَ الذي نقع أجنحته في قوس قزح،
وسربَ القبّرات المعتَّقة بلون الظهيرة،
وطنينَ النّحل
بنشوةِ عسلٍ على شفتيَّ…
*
عدتُ:
لم أزرْ غابة،
لم أتمشَّ في دغلٍ،
فقط اكتشفتُ
كم غابة تتمشَّى فينا…