عندما التقيته كان كشجرة أسقط أوراقه شتاء الأيام، فكان يرتجف بردا، ويتدور جوعا، هنالك فى قلب تلك المدينة رأيته وأنا أتجول ببصرى فى وجوه المارة، فالتقت عيني عيناها، ودارت عدة أسئلة فى رأسى. من هو؟ ما الذى أتى به إلى هنا؟
أثار فضولي ذلكم الغريب الذى أنتمى إليه، فمددت يدي إليه. أترانى أحتاجه أم هي شفقة مني؟ لست متأكدة ولكننى اصطحبتها معي إلى حيث أسكن. قاسمتها لقيماتي حتى اشتد عوده، فاخبرني بقصته.
اسمى معتمد جئت إلى هذه البلاد أحمل أثقال حلم فتى قادم من دول العالم الثالث، ولكن تكسرت أحلامى على صخرة الواقع، وتبددت عندما لفظتني إلى الشارع فكان مأواي.
ما أسرع الأيام هنا تمضي سريعا يا ليته عملت سرعته على طي غربتنا.
ها هي ذي الشجرة قد نمت فى غير بيئته حتى أثمرت ومع كل شروق شمس كنا ننتصر على ظروفنا
هذا ماظننتها أو توهمته ،وكلما أمعنت النظر إليه كنت أغالط نفسي أ هو ذلك العود الجذب الذى التقته عشية الأمس من مكب المدينة كنبتة طفيلية غرستها فى تربتي، ونافقتني حتى اكتست فروع عريه أوارقا خضراء.
الآن صدقت أن لكل إنسان نصيب من اسمه أدركت تلك الحقيقة عندما استيقظت صباح وتفاجأت بهروب نبتتى الطفيلية إلى ظل آخر تاركا توقيعه قائلا: ماكنت الا امراة فى الجوار ولم تكوني الأولى ولست الأخيرة.