في أحد الأيام ،بينما كان محمد وصديقه سسفيان يتجولان في الشارع ، سمعا نداء استغاثة.
أحد أبناء شيخ عجوز فقير يسكن بحي صفيحي، يصرخ : أنقدوا أبي .. إنه يحتضر “.
أفلت محمد قبضة صديقه وأسرع لنجدة المسنّ المغشي عليه، إلاّ أن الصديق سحبه بقوة قائلا : ” سيارة الإسعاف قادمة ، ولا داعي لأن نفسد نزهتنا ، وإن أصررت فاعتبر صداقتنا منتهية”.
شزره بنظرة عتاب ، كونه حال دون تقديم يد المساعدة لعجوز ضعيف محتاج ، في حالة احتضار ، بثياب متّسخة.
بعد مرور الأيام ، ندم سفيان على ما بدر عنه من تصرف لا إنساني ، فاتّصل ملتمسا العذر من محمد، مخبرا إياه أنه بدوره ، مرّ بالتجربة ذاتها ، من غير أن يجد من يساعده في المحنة التي جعلته يفقد والده العزيز.
بتلك التضحية فهم سفيان أن مساعدة الآخرين، تعتبر من أهم الأعمال الإنسانية.