“الهدر الثقافي” أحمد الشيخاوي ــ المغرب

“الهدر الثقافي” أحمد الشيخاوي ــ المغرب

صحيح أن لمعرض البيضاء الدولي للكتاب أهميته ، بيد أنه حسب النقّاد والمهتمّين ، لم يزل يكابد الكثير من الخروق التي تفقده مصداقيته ونكهته ومعناه ، كل سنة ، نسخة تلو أخرى ، إزاء مناشدة المؤسسات المسؤولة ، من أجل تدارك الثغرات وقد استفحلت ، في جو من الإحباط والهدر والصّمم.

للوقوف عند جملة من هذه المشاكل التي تشلّ محاولات تطوير الحركة الثقافية ، ضمن حدود نظير هذه المحافل ، استمعنا إلى أسماء فاعلة ووازنة في المشهد الإبداعي والإعلامي والجمعوي ، مسجّلين آراءهم كالتالي:

محمد اللغافي :

المعرض الدولي للكتاب في دورته 26 لا فرق بينه وبين الدورة السابقة والدورات ما قبلها ، لا جديد على جميع المستويات ، هناك أسماء مكرسة تستحوذ كل سنة على حصة الأسد من المشاركات ، ناهيك عن توزيع الكعكة بين مالكي المعرض ، فالمعرض ملك لشلة معروفة في الوسط الثقافي ، توزع الأدوار في ما بينهم ، نادرا ما تجد فلتة إضافية للتغطية عن هيمنتهم ، وتكون فلتة غير موفقة ،وهذا يؤشر على البؤس الثقافي الذي أصبح ينذر بالفشل على مستوى الطلب والعرض ، ما دام أن أساليب الإقصاء والتهميش التي تطال كثيرا من الأسماء للمشاركة في الرأي والمشاركة في الأنشطة الموازية داخل قاعات المعرض ،فلا يمكن أن ترقى الثقافة بدون تغيير السلبيات المعششة في الأطر المسئولة .

مولاي الحسن بنسيدي علي :

جميل جدا تلاقح المعرفة بمختلف أجناسها بين جميع مكونات المجتمع الدولي ونسج علاقات وتبادل رؤى الفكر والإبداع بين المثقفين والمبدعين من مختلف الأمصار والتعرف على ثقافة وحضارة الآخر .إلا أن ما يحز في النفس دعوة مبدعين دون آخرين وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم بحجة أنهم مرموقين ومعروفين ونفس الأسماء يتم تكريمهم وتوقيع إصداراتهم في احتفالية مكشوفة داخل أروقة زاهية الألوان.. ناتجة عن علاقات شخصية ومحسوبية من طرف الوزارة الوصية على حساب مبدعين آخرين يعرضون كتبهم وإصداراتهم باحتشام .

ويبقى اقتناء الكتاب من طرف الزائر ضعيفا لا يرقى لما هو معروضا وأحيي جميع الكتبيين ممن يساهمون في تشجيع المبدعين وصفوة القول أن وجود المعرض خير من عدمه ونرجو أن يسير للأحسن.

محمد العياشي :

المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء هو محج سنوي للأدباء والشعراء والقراء وعشاق الكتاب والناشرين من كل أنحاء المغرب  كما هو معروف وهو فرصة للتواصل بين الأدباء والشعراء من جهة وبينهم وبين الناشرين من جهة أخرى ولمنح الكتاب قيمته في زمن طغت فيه الرقمنة على كل شيء .

ونحن إذ ندلي برأينا لا ننتقص من المعرض ولكن نطمح إلى الأفضل دائما.

إن أول ما يلاحظ  المتردد على المعرض هو حضور الأسماء نفسها في عموم البرامج المقترحة في كل سنة وكأن ألأدب المغربي محصور في هذه الأسماء مما يخلق استياءا لدى الكتاب المغاربة وكل الغيورين على الأدب المغربي.

فهناك أسماء مهمة جدا تكتب منذ ثلاثين وأربعين سنة لم يتم استدعاؤها ولو مرة واحدة بينما هناك أسماء تتكرر كل سنة حتى أصبحت جزءا من المعرض.

بالإضافة إلى سلوكيات تنظيمية أخرى سيئة يلمسها كل مقترب إلى دائرة الإشراف والتنظيم مما يبعث على الإحتقان والتوتر.

نتمنى من وزارة الثقافة أن تتجاوز هذه المشاكل مستقبلا مما سينعكس  على الكاتب المغربي إيجابا ليكون عطاؤه أفضل.

محمد الصفي :

تبقى الدورة 26 للمعرض الدولي للنشر و الكتاب بالدار البيضاء دورة غير مخالفة لما سبقها من الدورات إلا من حيث ضيف الدورة الذي يتغير، حيث أننا لامسنا نفس الوجوه التي يتم تسليط الهالة عليها و أخرى من بيت الشعر أو اتحاد كتاب المغرب فيما يزج بالبعض من باب المحاباة آو الزبونية في قفص التوقيعات الخاص بوزارة الثقافة و يبقى عليه استدعاء من يقتني منه ليأخذ صورة و يعزز بها واجهة صفحته على الفايس، أما عن الأروقة فحدث و لا حرج فهي تمنح لكل حبيب أو موصى عليه أو من ينتسب للوبي المتحكم في دواليب هذا المعرض، وهو ما يفرز أروقة فارغة من المحتوى و المضمون لدرجة أن الندوات التي برمجتها في البرنامج العام لا تنظم لسبب واحد و هو عدم حضور المتتبعين لها، فيما تسعيرة الكتب فذاك حديث آخر ، و الكتب المستحوذة هي كتب دينية أحيانا لا يتم مراجعتها أو مراقبتها من الوزارة الوصية و للحديث بقية .

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

التوأمة بين أصوات الأنوثة والانتماء

أحمد الشيخاوي طالما كانت لي العديد من الوقفات مع تجربة الشاعر المصري أحمد مصطفى سعيد، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات