دراسة نقدية معمقة لأعمال الكاتب المسرحي الراحل
عمّان-
يسلّط المخرج والناقد المسرحيّ باسم الدلقموني، في كتابه “المضامين الفكرية في مسرحيات جمال أبو حمدان”، الضوءَ على مجموعة من نصوص المسرحي جمال أبو حمدان، ويدرسها دراسةً نقديةً عميقةً كاشفا ارتباطاتها بالواقع الإنسانيّ، وملامستها لدواخل أبناء الجنس البشريّ على اختلاف فئاتهم.
وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 172 صفحة من القطع المتوسط، وتناول المؤلف خلاله خمسة نصوص مسرحية ألفها أبو حمدان بين العامين 1969 و1992، مبيِّناً ما فيها من قيم أخلاقية وتربوية ودينية ارتبطت بالواقعين الاجتماعي والسياسي لزمن ظهورها.
ويرى الأستاذ الدكتور يحيى البشتاوي في تقديمه للكتاب أن المؤلف يقدم تلك النصوص “ضمن معطيات المذاهب المسرحيَّة كالرَّمزيَّة والتَّعبيريَّة. ويتناول مضامينها وآليّات التَّعبير عند الكاتب. ويُحسَب للمؤلّف تجربتُه المسرحيَّة الثريَّة في الإخراج، ونشاطه الدَّائم في البحث في العلوم المسرحيَّة، وتحليله لمدى انعكاس الفلسفات والحركات السّياسيَّة والاجتماعيَّة عليها، وهو في كتابه هذا يُنصف تجربة أبوحمدان المسرحيَّة، التي لم تَنَلْ الاهتمام الّذي يليق بها من الباحثين”.
ونوه المؤلف بأعمال أبو حمدان التي قد استطاعت بحسب وصفه “أن يُبنى عليها توازن بين البنية والحدث وأن تتجاوز الزمان والمكان الأصليين، والحدث بظروفه التاريخية والمحلية، واستحقت أن تكون محور دراسة هيكلية للمسرحية الأردنية، لأن هذه الأعمال لم تتناولها الدراسات النقدية والأدبية في الأردن إلا على نحو عابر”.
وتوزع الكتاب إلى ثلاثة فصول؛ استعرض الفصل الأول منها نشأة المسرح منذ الفترة الإغريقية إلى العصر الحالي، مركزاً على تأثيراته في حركة التأليف في المسرح العربي عموماً وفي المسرح الأردني على وجه الخصوص، كما يتضح في مسرحيات جمال أبو حمدان.
أما الفصل الثاني فقد كان دراسة عن مولد المؤلف ونشأته وتأثيرات القصة والشعر في كتابة المسرحية وكيف قدّم مسرحياته، واهتمامه بالشكل والمضمون في تأليف النص المسرحي.
أما الفصل الثالث فتناول النتائج والخلاصة، للفصلين اللذين سبقاه.
وخلص المؤلف إلى مجموعة من النتائج أهمها السمات الرمزية والتعبيرية لأعمال أبو حمدان، وانشغالها بالهم العربي، ثم تجاوزها المحيط العربي لتتسم بالإنسانية في التعامل والتحاور والمحبة.
ومن الجدير ذكره أن باسم الدلقموني مخرج مسرحي ولد في العام 1948، وهو حاصل على درجة الماجستير في الفنون المسرحية من جامعة بغداد، وعضو في نقابة الفنانين الأردنيين ورابطة الكتاب الأردنيين ومنتدى النقد الدرامي. وقد عمل مخرجا مسرحيا ورئيس قسم النشاطات الفنية ومدير دائرة النشاطات الفنية بجامعة اليرموك، وكان من المخرجين الرواد الذين أخرجوا المسرحيات العربية غير المعربة.