بعد عامين من إصداره الأخير متمثلا في “عليك الحداد”، عاد الكاتب الجزائري “تامر عراب” إلى عالم النشر بكتابه الجديد “ابتسامة الموناليزا” متخطيا حدود الوعي القائم في طرح جديد لرؤية الحقيقة من زاوية أخرى غير المعتاد.
جاء هذا الكتاب الصادر عن دار “كريبتونيكس” في 210 صفحة مزيجا بين النقد والفلسفة منطلقا من تخصّصه الجامعي متجاوزا لنمط كتاباته السابقة ككتاب “عليك الحداد” الذي حاول فيه إحياء فن المنافرات ورواية “صك الغفران” مقتحما ساحة البحث العلمي في منحدرات نقد الواقع والوعي الاجتماعي المعاصر وما بعد الحداثي خصوصا.
يبدأ تامر عمله بإهداء خاص للفيلسوف الفرنسي “ميشال فوكو” وهو مدين له بصحوته الفكرية بحيث “سيكمل ما بدأه” دليلا على أنّ الفيلسوف “ميشال فوكو” بقي عمله الفكري ناقصا، وبعد مقدمة عن الحقائق وما يعتريها من بنود البروباغندا يفصّل تامر كتابه في 9 فصول كل فصل يبحر بالقارئ إلى زاوية معينة من هذا العالم الفسيح منطلقا من الفن باعتباره مآل الإنسان المعاصر كما يصرّح في كتابه.
ما يحثّ تامر على الكتابة هو سعيه الدؤوب في مضمار البحث العلمي الفلسفي من النقد الفني إلى النقد السينمائي كما قدمه حول مسلسل “وينزداي أدامز” إلى منعرجات العقل الغربي وغيرها من المواضيع الواسعة التي تبيّن فلسفة تامر التقويضيّة وكشف الحقائق وما يختفي وراء البنط العريض.
يختم تامر كتابه بعد رحلة طويلة بحثّ القارئ على التدبّر فيما يروّج له الإعلام وخاصّة الإعلام الغربي إلى جانب هذا، يظهر تأثره الشديد بالفيلسوف “ميشال فوكو” في حفره في الأنساق المعرفيّة والكشف عن مدى ارتباط المعرفة بالسلطة وهذا ما يسميه الفيلسوف ميشال فوكو بالبحث الأركيولوجي أو أركيولوجيا المعرفة.