مِنْ تُرْبَةِ الْوَعْدِ مِنْ أَوْجَاعِ مَاضِينَا
اِعْشَوْشَبَ الْحَكْيُ أَوْرَاقًا وَ تَحْكِينَا
بِالْلاَمَكَانِ مَكَانٌ ظِلُّهُ زَمَنٌ
جَابَ الْمَعَاطِشَ فِي تَفْسِيرِ مَا فِينَا
مَجْرُوحَةٌ جَبْهَةُ الْعُشَّاقِ حَاصَرَهَا
نَزْفُ الْيَمِينِ بِدَاءِ النَّقْضِ يُؤْذِينَا
يَأْتِي ضَحَايَاهُ حُرَّاسٌ بِلَا حَرَسٍ
يُشَرِّدُ الرَّمْلَ وَ الْأَطْيَارَ وَالدِّينَا
مَضَى يُلَوِّثُ بِالدُّخَّانِ أَرْصِفَةً
نَأْوِي إِلَيْهَا إِذَا تَاهَتْ خَطَاوِينَا
بَيْنَ الْهُرَاءَاتِ أَشْلَاءًا لِخَارِطَةٍ
تَدَاوَلَتْ مَوْتَنَا الْيَوْمِيَّ تَبْكِينَا
بِحُرْقَةٍ قَرَأَتْ مَاكَانَ مُكْتَهِلًا
لَيْلٌ بِطَعْمِ وَصَايَا الطِّينِ يَرْوِينَا
مُنْذُ اِنْهِمَارِ نُجُومِ الْإِرْثِ قَافِلَةً
حَطَّ الْقَتَامُ عَلَى أَنْفَاسِ شَاطِينَا
مُلَوِّثًا سِيرَةَ الْأَطْهَارِ خِطَّتُهُ
عَسَى مِنَ الْمَدِّ جَزْرٌ ثُمَّ يُقْصِينَا
مِنْ وَاحَةِ الْعُمْرِ أَرْوَاحٌ بِلَا عَدَدٍ
عَادَتْ تَطُوفُ بَقَايَا الْآهِ تَرْثِينَا
لِتَعْتَلِي مُوحِشَ الْكُثْبَانِ فِي سَفَرٍ
حَيْثُ الْمَمَاحِي فَوَانِيسُ الْمُرِيدِينَا
مَنْ لَوَّحُوا لِضِفَافِ الْرُّكْنِ مَوْعِدُنَا
كَفٌّ بِكَفٍّ يَرُدُّ الضِّلْعُ آمِينَا
يَضُمُّ أحْزَانَ تَقْوِيمٍ لِقَاطِرَةٍ
خَلْفَ الْمَدَامِعِ كَمْ زَفَّتْ جَثَامِينًا
لِتَكْنُسَ الرِّجْسَ مِنْ سَاحَاتِ هَيْبَتِهَا
أُمُّ الْمَوَاعِظِ ثَارَاتٌ بِأَيْدِينَا
شُقُوقُهَا أَبْجَدِيَّاتٌ رِوَايَتُهَا
ذِي قَبْضَةِ الصَّحْوِ مَنْ لِلشَّمْلِ حَادِينَا
عَامًا فَعَامًا تَلَاقَى الْحَيُّ فِي جَسَدٍ
لَبَّيْكَ يَا اِبْنَ سِنِينِ الْوَعْيِ تُحْيِينَا
مِنْ مَتْحَفِ الشَّمْعِ أَحْدَاثٌ سَيَشْرَحُهَا
بِسُورَةِ الْعَوْدِ فَانُوْسٌ سَيُرْضِينَا
هُوَ النَّهَارُ شِتَائِيٌّ بَقِيَّتُهُ
شَمْسُ الظَّهِيرَةِ عَصْرُ الْخَتْمِ يَهْدِينَا
إِلَى السَّلَامِ سَلَامًا حِينَ نَبْدَأُهُ
تَلَأْلَأَ النَّجْمُ بِالتَّأْيِيدِ يَحْمِينَا
فِي مَشْهَدٍ “جَاءَ نَصْرُ الْلهِ” بَعْدَ “إِذَا”
أَصْدَاءُ سَعْيٍ سَتَتْلُو عَهْدَ بَارِينَا
“وَالْفَتْحُ”قَبْلَ”رَأَيْتَ النَّاسَ”يَوْمَئِذٍ
تَسْبِيحَةٌ عَنْ فَتِيِّ الْإِسْمِ دَاعِينَا
مَعْنَى يُؤَلِّفُ مَا “الْمَأْمُولُ” بُنْيَتُهُ
مَا بِالْعُيُونِ وَقَدْ لَفَّتْ مَعَانِينَا
رُؤْيَا مِنَ الْأَمْسِ بِ”الْأَفْوَاجِ”سَائِرَةٌ
فِي”يَدْخُلُونَ” أَرَى جُنْدًا مُلَبِّينَا
لَا إِعْوِجَاجَ بِ”وَاِسْتَغْفِرْهُ” زَاوِيَةٌ
لِلْمُسْتَقِيمِ سَبِيلُ الْوَصْلِ بَانِينَا
عَنْ لَحْظَةٍ”إِنَّهُ التَوَّابُ” مَبْدَؤُهَا
مَنَاسِكُ الْهَدْيِ عِقْدٌ فِي رَوَابِينَا
تِلْكَ الْتِي اِحْتَسَبَتْ مَا “كَانَ”مُنْتَظَرًا
أُولَى الرَّبِيعَاتِ رَيَّا مِنْ أَمَاسِينَا
مَنْ كَانَ يُهْدِي إِلَى الْأَغْصَانِ قَطْرَتَهُ
سَلْسَالُ عِطْرٍ جَنَى فُلًّا وَنِسْرِينَا
لِقِبْلَةٍ عَرْضُهَا مِنْ طُولِ هَنْدَسَةِ
تَشَكَّلَتْ مِنْ شُعَاعِ الْقُطْرِ تَسْبِينَا
كَيْ لَا نَرَى غَيْرَ إِيمَاضٍ يُرَاوِدُهُ
شَوْقُ الرَّحِيلَاتِ وَصْلٌ سَوْفَ يُغْنِينَا
هُنَّ الْجَمِيلَاتُ طَاقَاتٌ تَنَاسُقُهَا
يَسْتَأْصِلُ الْوَرَمَ الْمَذْمُومَ يَشْفِيْنَا
فِي مَشْهَدٍ ظَلَّ يَسْتَعْصِي عَلَى نَظَرٍ
شَرِيطُهُ الصَّمْتُ لَوْ جَابَ السَّمَا حِينَا
لَهٌ الْعُلَا لَوْ أَتَى مَعْنَى النَّقَا وَطَنٌ
لِفِتْيَةٍ زَاوَلُوا صِدْقًا أَمَانِينَا
بَيْنَ الْقِيَامَاتِ بَاقَاتٌ لِأَضْرِحَةٍ
الْقَلْبُ مَحْمِلُهَا بَلْ قُلْ مَآقِينَا
طَوَاقِمٌ مِنْ بَرَاءَاتٍ مَرَافِئُهَا
فَجْرٌ وَ يَطْفُو وَلَاءً مِنْ مَرَاسِينَا
لِآخِرِ الدَّرْبِ مِشْوَارًا سَنُكْمِلُهُ
مُسْتَأْمِنِينَ بِمَنْ أَضْحَى مَسَاعِينَا
الْإِلْتِمَاعُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا أُفُقٌ
مَازَالَ رَغْمَ هَزِيعِ الرِّيحِ يَؤْوِينَا
بِخَيْمَةٍ أَهْلْهَا صُنَّاعُ أَنْسِجَةٍ
مِنْ زَهْرَةِ الْعَقْلِ مَنْ خَاطَتْ تَلَاقِينَا
عَنْ ثَوْرَةٍ طَرَقَتْ أَبْوَابَ مَعْرِفَةٍ
مِفْتَاحُهَا الْبِرُّ حُكْمٌ فِي تَصَافِينَا
هِيَ الْمَبَادِئُ وَ الْأَهْدَافُ سَامِيَةٌ
تُسَنْبِلُ الْقَمْحَ كَيْ تُحْيِي مَغَانِينَا
بِدَعْوِةٍ مِنْ هُدَاةِ النَّبْعِ مَرْحَمَةٌ
مَاءٌ وَ يُنْجِبُ بِإِسْمِ اللهِ سَاقِينَا
مَنْ يَمْلَأُ الصُّبْحَ أَعْيَادًا أَزِقَّتُهُ
فَيْضٌ يُكَأْسِنُ مَا يَرْوِي تَهَانِينَا
لِلْسَّائِرِينَ عَلَى دَرْبِ مَلَامِحُهُ
تَنَهُّدَاتٌ بِهَا خَاطَتْ قَوَافِينَا
الذِّكْرَيَاتُ حُدُوثٌ صَدْرَ تَرْجَمَةٍ
عَجُزًا يَقُصُّ سُطُورًا مِنْ تَشَاكِينَا
كُرَّاسَةُ الْغَرَقِ الْمَقْصُودِ يَحْمِلُهَا
طِفْلٌ مَآسِيهِ بَحْرٌ إِذْ يُوَاسِينَا
مَاذَا يَقُولُ لِرَايَاتِ الشُّرُوقِ مَتَى
قَامَتْ تَرَاتِيلَ آذَانٍ تُصَلِّينَا
أَخْشَى عَلَيْكِ هُبُوبَ الرِّيحِ زَوْبَعَةٌ
مِنَ الشَّمَالِ رُعُودًا قَدْ تُصَابِينَا
بِالْلَاوُجُودِ وُجُودٌ دُونَ بَوْصَلَةٍ
دُونَ اِتِّجَاهٍ إِلَى الْمَجْهُولِ تَرْمِينَا
حَتَّى تُمَارِسَ تَمْوِيهًا سِيَاسَتُهُ
بَيْنَ الْحَوَاضِرِ فَالنِّسْيَانُ يُنْسِينَا
عَلَاقَةَ الْفِكْرِ بِالْإِنْسَانِ مَسْأَلَةٌ
غَابَتْ فَغِبْنَا وَ أَمْسَى الْكَهْفُ يَطْوِينَا
لِنَسْتَفِيقَ عُرَاتًا وَالرَّصَاصُ غِطَا
صِيَاغَةٌ مِنْ لُصُوصِ الْوَقْتِ تُشْقِينَا
تَبِيعُنَا الْوَهْمَ صِدْقًا لَا مَثٍيلَ لَهُ
لِنَقْبَلَ الْعَرْضَ حَلًّا لَا مُبَالِينَا
بِقِيمَةِ الْعَزْمِ وَزْنًا زَانَ قِيمَتُهُ
فِي نُصْرَةِ الْحَقِّ رَبُّ النَّاسِ كَافِينَا
أَحَدٌ وَ لَا أَحَدًا يَحْدُوهُ لَوْ أُحُدٌ
لِأَنَّهُ الْوَاحِدُ الْمَحْمُودُ يُجْزِينَا
هَوِيَّةً بِجَوَازٍ فِي بِدَايَتِهِ
إِنَّ النِّهَايَةَ لَا تَمْحُو مَوَاضِينَا
بقلم عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيٌّ
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …