عمّان –
في الأمسية الأدبية التي تنظمها مجموعة آفاق اللغة التي أقيمت في مركز شركة زين بمجمع الأعمال في عمّان، والتي ناقشت رواية “فستق عبيد” للكاتبة سميحة خريس الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون”، وبحضور عدد من السيدات والسادة من محبي القراءة، الذين أجمعوا على أن الكاتبة استطاعت أن تأسر كل واحد منهم بسحر الكلمة ومتانة الحبكة القصصية وقوة الشخصيات وفرادتها، وعمق الأفكار المطروحة وحيويتها، رابطين الثيمة الرئيسية في الرواية المتمثلة بثنائية الحرية والعبودية بما يجري حاليًّا في قطاع غزة.
وأشار الكاتب رشيد النجاب الذي قدم الكاتبة إلى أن أوجه الشبه تتأتى من المشترك في الحالتين: الاستعمار واستعباد الشعوب، وعدم تسليم الشعوب الحرة ومقاومتها وكفاحها من أجل الحرية. وذكّر الكاتب بأبرز المحطات الإبداعية لدى الكاتبة التي امتد عطاؤها لأكثر من أربعين عاما، استطاعت خلالها أن تثري المكتبة العربية بأكثر من ست عشرة رواية، وقد حاز عدد من أعمالها على أرفع الجوائز العربية في الرواية، واستحقت جائزة الدولة التقديرية عن مجموع أعمالها ووسام الحسين للتميز عن عطائها المستمر.
وحول الرواية قدّمت السيدة صالحة خليفة قراءة في الرواية مبرزة العديد من الخصائص الفنية في الرواية مثل الرمزية، ودلالات اللغة والأسماء والأماكن والوصف، مشيدة بدقة الكاتبة برسم شخصياتها وربط الأحداث بشبكة خيوط لا تعيق القارئ على تتبعها، وأنها كانت قادرة على أسر القارئ بجماليات اللغة والوصف، ونوهت إلى أن الكاتبة تتمتع بثقافة عالية تتكشف من خلال تقديم الموضوع بصدقية عالية تطابق الواقع رغم أنها كلها من وحي الخيال.
وفي معرض رد الكاتبة على سؤال من الحضور عن سبب اختيارها لهذا الموضوع الذي لا ينتمي للبيئة الأردنية، ردت بأن الموضوع برز لديها خلال البحث في المراجع من أجل كتابة رواية يحيى، وظل الموضوع حاضرًا لديها لسنوات طوال حتى تمكنت من زيارة السودان والالتقاء بشخصيات عديدة من منطقة دارفور، وأضافت أنها بدأت بالكتابة عن موضوع العبودية والاتجار بالبشر في روايتها الأسبق “بابنوس” ثم عادت إليه بعد سنوات في رواية “فستق عبيد” التي صدرت عام 2017 وحازت على جائزة كتارا للرواية العربية، ونوّهت الكاتبة في السياق ذاته إلى أنها عند كتابة أي عمل تقوم بأعمال البحث المعمّق في الموضوع، وهذا يكشف مدى شعور الكاتبة بالمسؤولية تجاه ما تكتب.
يذكر أن خريس أصدرت العديد من الأعمال الأدبية وتحديداً في الرواية، من بينها: شجرة الفهود، دفاتر الطوفان، الرقص مع الشيطان، الصحن، القرمية، خشخاش، فستق عبيد، يحيى، بقعة عمياء، وكايميرا. وهي تكتب كما تقول كي تفسح للصرخة الحبيسة في أعماقها، أو تمنح مساحة للهمسة المحظورة، أو كي تدس أناملها الصغيرة بين الأكف الخشنة التي طبعت العالم بختم الرجولة المطلقة. وهي دوما تتوق للبحث عن أسباب أعمق للكتابة.
ووفقاً للكاتب رشيد النجاب، تناولت خريس في مجمل أعمالها الواقع بسرد سلس مفعم بالتفاصيل الدقيقة، إضافة إلى التنوع في الموضوعات المطروحة على نحو يؤشر بوضوح إلى غنى المخزون الثقافي لديها وسعة الاطلاع، وعمق التجربة وتشعبها. ويضيف أنها تحدثت بنفَس ملحمي عن الأرض والناس والمجتمع في زمن تكثفت فيه المتغيرات، كما تحدثت عن الحرية في أكثر من عمل.