عمّان –
يعيد رجل القانون السابق والأديب ماجد ذيب غنما قراءة جزء من سيرة حياة الوطن، وذلك من خلال سرد أحاديث وحكايات وقصص شكلّت بمجملها صورة نقيّة عن سردية البناء والتحدي في المجتمع الأردني الحديث.
وفي مقدمة كتابه “أحاديث قريتي” الصادر حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن يسرد حديثًا خاصًّا جدًّا عن حياته في مرحلة شديدة الصعوبة حول تلك الفترة التي أصيب خلالها بفيروس كورونا، مؤكدًا وجوده على غرار الجملة الفلسفية الشهيرة لديكارت، قائلًا: “أنا أكتب إذًا أنا موجود”.
وفي الكتاب الذي يأتي في 80 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة أجزاء بالإضافة إلى ملحق الصور، يتحدَّث غنما في الجزء الأول منه عن قريته التي ولد فيها “الحصن”، وعن بعض المقتطفات من حياته، متذكرًا بعض أساتذته في الصغر، وبعض المواقف الخاصة بأبيه ومضافة العائلة، وبوابتها العتيقة، ومتحدثًا عن عدد من الشخصيات التي التقاها في فترة مبكرة من حياته.
ويأتي الجزء الثاني من الكتاب حول “الحصن”، وكيف تحوَّلت من قرية إلى مدينة، وأما الجزء الثالث فقد أورد فيه عددًا من القصائد منها ما هو عن فلسطين وعن القدس، ومنها ما هو عن نفسه، ومنها ما هو عن محبوبته في الصغر، ومنها ما هو عن الوردة، وكذلك عن القهوة.
ويقول غنما في مقدمة كتابه: “أنا أكتب إذًا أنا موجود… فالكتابة ليست فنًّا أدبيًّا فحسب، بل إنها تكاد تكون دواءً لكل داء وخاصة داء الكورونا، الجائحة التي تهدِّد العالم هذه الأيام التي أكتب فيها هذه الكلمات”.
ويضيف غنما: “يقول أحد كتَّاب مجلة العربي الكويتية موجِّهًا حديثه إلى الذين يعانون من هذا الداء اللعين؛ اكتبوا تصحُّوا.. وهي وصية لا تكلف كثيرًا وخيرها عميم. أمَّا أنا فقد وجدت أن هذه الأحاديث التي كانت من وحي الكورونا، وعلاجًا لها كما أعتقد، جديرة بالاهتمام والنشر لهذا السبب على الأقل”.
ويقول غنما عن قريته التي ولد فيها “الحصن”: “هذه القرية هي الأولى في ناحية بني عبيد والأولى بين القرى في كثير من المجالات والميادين، وهي الرائدة في طلب العلم وكثرة المدارس الطائفية التي أنشئت فيها منذ القرن التاسع عشر، ما أدَّى إلى كثرة المتعلمين من أبنائها، وإلى أن تصبح نبراسًا ومثلًا يحتذى لسائر القرى المحيطة بها”.
ومن الجدير بالذكر أن ماجد ذيب غنما الحاصل على بكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق (1950)، عمل في المحاماة، وعُيّن رئيساً لبلدية الحصن لمدة عامين، انتخب عضواً في مجلس نقابة المحامين الثاني عشر، التحق بالسلك القضائي العام 1962، وأحال نفسه على التقاعد في العام 1994 بعد أن كان قاضياً في محكمة التمييز “رئيس هيئة” ومحكمة العدل العليا، من مؤلفاته “أغانيّ، “كنت في مراكش”، “يوميات أندلسية”، “القرار الأخير”، “صورة للوطن”، “المفاجأة”، “الخاتم الذهبي”، “أيّام القرية”، “ما تترك الأيام” و”الأعمال الكاملة”.