رياحٌ تُجهشُ بالفناءِ
كأَلسنة الحريق
تصّاعد على سلَّم القلب
ليس يحدِّدها بوصلة
تبعثرني شتاتا
تفتتني بددًا
تُحرقُ في رِئتيَّ الهواء
تُغلق الابوابَ
تقطع النّسغ في العروقِ
وتجتَزُّ الاعشابَ
وَدمٌ يتلكَّأُ في صحوِهِ
تحتَ جذع الشّمسِ
يتفيّأُ بظلّ سنبلة
نَمت بين الصّخور
يجترِحُ السّحابَ
لِنبتِ الرّجاءِ
لِشفةٍ مالحةٍ
والمَسَافةُ أفئِدةٌ وَعُيون
تغزل سُجّادَ العُرُوجِ
بِأَنامِلِ التّجَلِّي
وتَتَوضَّأُ لِلحقِّ
بِدمِ العِشقِ الإلَهِيِّ
وَكُنتَ عَلى شَفَا
مِن رَمَادِ الحُلولِ
زَادُكَ الفُتاتُ
وَطَلعُ الشُّحُوبِ
تَخلَعُ عَنكَ فَائِضَ الوَقتِ
وَتَزفرُ مَا تَبَقَّى
مِن تَرِكةِ الغُرُوبِ
وَيرتَدُّ الصَّدَى
مثلَ النُّواحِ
هَسهَسَاتٌ
مِن نَوَازِع الأُفُولِ
وَرُوحٌ
يعتريها الذُّهولُ
أينَ الضّيَاءُ
وَنشوةُ الظّفر؟
اشتعالٌ دون نارٍ
وَغيمٌ بِلا مطر
لَا تثق بِالجُبّةِ
مَا فِي الجُبَّةِ إلّا
رُفاة المنافي
وَمَرايا الحدود
وَعَطشٌ يختلِجُ مثل نهرٍ
يحتطبُ المَاءَ
مِن شفاهِ الدُّرُوبِ
وَسيلٌ
مِن الوَجدِ
مِن وسواس أوهامي
مضى
وَلن يعود
وَهل غيرَ عينيكِ
أشتهي خلاصًا
وَما يسكُبهُ الياسمينُ
على شمسِ كفَّيكِ؟
وَهل لِغَيركِ
أَسُوقُ انخطَافِي
لِأتوهَ
في الحَرِيرِ
في سِرِّ الغَضَا
وفِي العَبِيرِ
أُرَوِّضُ لَيلِي بِخِصرٍ
يَنضَحُ بِأَلطَاف العَسَلِ
وَيَتَّقِدُ بِالوَمِيضِ
وَأعبُرَ السَّمَاءَ
بِحَمَامَينِ مِن وَجدٍ
يُطَرِّزانِ
وَجهَ الغَيبِ
بِسِدرةِ الّلونِ
وَيَتَسَكَّعَانِ
فِي صَلَواتِ النَّبيذِ
وَتأخُذُنَا شَهوةٌ كَالحَريقِ
نَصَّاعَدُ ضَوعًا
نَصِيرُ مِيَاهً
لَا تُمسِكُهَا ضِفَافٌ
نَتَلَاشَى
فِي مَتَاهِ الضِّيَاءِ
فِي مَقَامٍ سَحِيقٍ
بقلم مراد اللحياني| تونس