محمد السراوي| المغرب
عصفوري البعيد عاد
عاد وفي الكف
قصائد احزان وعتاب
وعلى الجبين
برتقالة صيف ورماد
رياح من طين من غبار من تراب
عصفوري الحزين عاد
يحكي
عن موت الشجر
عن رحيل المطر
الفراشات باتت متعبة
بلا زهر بلا ندى بلا زاد
وجوه رفاقي
نامت مرهقة
من تعب من نصب من فراق من سهاد
اصوات الريح غابت
والموتى تحاصرهم ظلال من الصمت
بلا عنوان بلا انساب
تحولت امسيات قريتنا الى حداد
ارواحنا تراقب الجدار الرباعي
تعبرنا الجنازات
في صمت في خوف في ليل تائه من سواد
وعند الفجر
تلال من الحزن
تغطي القرية من فراغ من بعاد من حياد
عصفوري الحزين عاد
عاد.
يحكي
عن الصبر المر
عن القهر المر
يحكي عن السبع القاسيات الشداد
عن صبية ماتوا بلا قمح
عن ارامل قبلن سلاسل الجرح
بين زحف الشمس
وسطوة الجلاد
حتى الحمامات ضاع صوتها في الافق
والقبرات مات نحيبها في الحلق
بين فراغ الحقول
وسيف الصياد
عصفوري الحزين عاد
عاد..
يحكي
وفي الحي القديم
والافق لاح
مغن ظل يمتعنا حتى الصباح
تغيب الاحزان
وننسى الجراح
ايادينا تقبل سنابل القمح فجر الحصاد
نغني للفرح القادم
بلا خبر بلا ميعاد
وفي اخر التلال
عنب وتين تملا السلال
وعند المساء
مطر الخريف
يجرح خدود العذارى
في سيل من غيث من فرح من رذاد
احياؤنا تشرب احزاننا
فنلملم جراحنا
حين تجمعنا حكايات حمو لحرامي والساحرات والسندباد
والبيادر ملاى
اصوات العصافير تملا المكان
بالقرب بالدفء بالحب بالامان
تغير فينا الزمان ..
والمكان هو المكان..
من يجمع الشتات الضائغ فينا
من يرفع سعر المحبة في المزاد
فلمن تغني ياعصفوري الحزين
والجرح في القلب دفين
واحلامنا البرىئة
قد غطاها الرماد
لمن تغني ياعصفوري البعيد
لمن تغني…
وقلوبنا يملؤها الجليد
والحب في داخلنا مات
والذكريات آ هات
عادت سطورا من سواد
ابواب مدينتنا مغلقة
مقاهينا مغلقة
قلوبنا مغلقة
واصابعنا على الزناد.
ملحوظة المغني المذكور في النص هو سيدي محمد بلحسن البوزياني ومجموعته رحمهم الله جميعا.