عمّان –
يرى الباحث اليمني طعيمان جعبل طعيمان في كتابـــه “أثـــر القيادة التحويلية على إدارة الأزمات” (The impact of transformational leadership on crisis management) أن القيادة من المواضيع الهامة التي تمثل أساسًا لنهضة الشعوب والمجتمعات. والقيادة التحويلية، بشكل خاص، نمط من القيادة تفتقر إليه كثير من المنظمات والمؤسسات رغم نجاحه في علاج كثير من الأزمات المعاصرة.
وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 146 صفحة من القطع الكبير، وجُعل في جزئين رئيسيين: جزء نظري وآخر ميداني.
وقدم المؤلف في الجزء النظري مدخلًا يسهّل على القارئ الانتقال إلى باقي فصول الكتاب ومواضيعه، ويمكّنه من الإحاطة بالفكرة العامة لـ«القيادة التحويلية» عبر التعرف على إدارة الأزمات ومراحلها المختلفة. ثم تناول أثر القيادة التحويلية على إدارة الأزمات، واستعرض الدراسات السابقة التي تناولت كل موضوع على حدة، وكان من ضمنها منها دراسات تتعلق بـ«القيادة التحويلية»، وأخرى تتعلق بـ«إدارة الأزمات».
وأشار طعيمان إلى أنهُ لا توجد أدبيات علمية سابقة قدَّمت دراسة متخصصة توضح العلاقة بين أثر القيادة التحويلية وإدارة الأزمات، فتوخى الكتاب أن يقدم إطارًا نظريًّا وآخر عمليًّا لفهم هذه العلاقة.
أما الجزء العملي الميداني فاستند إلى دراسة ميدانية متخصصة، وتكوَّن من ملخص لتلك الدراسة التي أجراها المؤلف بنفسه، فاستعرض منهجية الدراسة، وقدم عرضًا تفصيليًّا لتحليل البيانات، واختبارًا للفرضيات، قبل أن يصل إلى النتائج الميدانية التي يمكن استخلاصها.
وبين طعيمان أنه يقدم بهذا المنهج كتابًا علميًّا متخصصًا في إطار محدد، بشقيه النظري والعملي، ويلبي حاجة ماسة تفتقر إليها المكتبة العربية، فيجمع بين الإثراء العلمي وفق الإطار النظري لموضوع الكتاب، والإطار العملي الميداني من خلال الدراسات الميدانية.
وعند استعراض العناوين الرئيسية للكتاب، تظهر المحاور التي التي استند إليها المؤلف في فهم موضوع “القيادة”، فقدم تعريفا لها، وأشار إلى أهم عناصرها، وأفرد بحثا لصفات القائد، وللفرق بين القيادة والنفوذ، والخرافات التي تحيط بمفهوم القيادة.
أما القيادة التحويلية، فقدمت من خلال عناصرها، وعقد طعيمان مقارنة بينها وبين القيادة التبادلية، ثم أشار إلى دورها في إدارة الأزمات، بعد تعريف مفهوم الأزمة نفسها وتحليل مراحله.
وقدم طعيمان في نهاية كتابه مجموعة من الخلاصات التي كان من بينها:
وجـود تـأثيـر فعلي لـلقـيـادة الـتـحـويـلـيـة علـى عوامل متعددة منها إدارة الأزمـات بـشـكـل عـام، ومرحلة اكتشاف إشارات الإنذار المبكر للأزمة، والاستعداد والوقاية من الأزمات، واحتواء الأضرار والحد منها، واستعادة النشاط بعد الخروج من الأزمة، والتعلم واستخلاص العبر.
وأشارت الخلاصات كذلك إلى الدور البارز للقيادة في شحذ الهمم والاستعداد والوقاية، وحسن التعامل مع المواقف الغامضة والمعقدة، وزرع عوامل الثقة في الآخرين، لا سيما إذا توفرت صفات الكارزما، والتحفيز والإلهام، والتشجيع الإبداعي، عند القائد.
ثم قدم المؤلف مجموعة من التوصيات العملية التي كان من أهمها:
أن يعمـل القائد التحويلي على حل المشاكل والأزمات من خلال الإبداع والابتكار، وأن يجعل الأفراد ينظرون إلى المشاكل من زوايا متعددة، ويـهـتـم بـتـقـديـم رؤيـة مـحـددة للـمـستـقـبـل.
وبيَّن كذلك ضرورة الالتزام بالأهداف التنظيمية، وأن يثير القائد روح الفريق من خلال الحماسة والتفاؤل، والتركيز على القيادة التحويلية لما لها من تأثير واضح في اكتشاف إشارات الإنذار المبكر في إدارة الأزمات.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بجمع واكتشاف علامات الخلل التي قد تكون مؤشرا لحدوث الأزمة، وأخذ القيادة التحويلية بعين الاعتبار من قبل المدراء والمسؤولين في مرحلة الاستعداد والوقاية من الأزمات للتمكن من إدارة الأزمات بشكل ناجح، ووضع الموارد والإمكانيات البشرية والمادية اللازمة تحت تصرف القيادة التحويلية عند حدوث الأزمات.
وقرن النقاط السابقة بالثقة التي يجب على القيادة التحويلية أن توليها للمرؤوسين وقت الأزمات، مع إيجاد خطط بديلة وسيناريوهات لمواجهة تطور الأزمة واحتوائها، ثم استخدام القيادة التحويلية في مرحلة استعادة النشاط في إدارة الأزمات.
واختتم المؤلف بدعوة إلى إجراء دراسة خاصة لإبراز أهم خصائص الرسول (ﷺ) بوصفه أعظم قائد تحويلي.
ومن الجدير ذكره أن طعيمان جعبل طعيمان يحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال، تخصص القيادة والإدارة الإستراتيجية، وله العديد من البحوث والأوراق العلمية التي شارك بها في أكثر من 30 دورة وورشة عمل ومؤتمر علمي في عدة دول من بينها الأردن والهند والسعودية.