محمد الناصر شيخاوي|
رسالة إلى ناصر مُؤنس |فنان تشكيلي عراقي وشاعر مقيم بهولندا
منتهى العبث أن تكتُبَ
عن غيب لَمْ تشهدْ تشكُّله
أو أن تُحصيَ نبضات قلبِك
بأصابع مُمْتدّة صوْبَ الفراغ
ضعِ الإبهام على رِسغِك وافهمْ ما يجري بداخلك
لا تُحاول فكّ رموز الميتافيزيقا خارج ضُلوعك
خُذْ مِن مُحيطك ما يكفي لشهيقك وزفيرك
واحْذَرْ أن تُساويَ بين دهْشةِ العيون وذكاء الكاميرا
لا تُصدّق الفلاسفة
لا تصدّق الحكماء ولا الصّيادلة
كذب الشُّعراء وإن كتبوا الوصايا والأناجيل
الكلّ مُتطفِّل ومُطفِّف
فلماذا تقضي العمر – على قِِصرِه – في عدِّ أجنحة الملائكة
ولماذا تسْتفِزّ الموْتَ مُسْتَنْفِرًا أنيابه
وقد كان بإمكانِك أن تقُلّم مخالبَه
بمُجرّد حديثٍ حميميّ عن جمال وروعة الحياة
أنا حقّا لا أفهم مدى انشغالك بالماوراء
ألم يكن من الأجدر أن تكتُبَ عن أفراح النّاس وأحزانهم
عن جُنون الانتِشاء بين أحضان حسناء
– مثلا –
تُرى كم من الحَسَناتِ ضيّعتَ على نفسك
وكمْ من قُبلاتٍ – ساخنة – فوّتَّ على النّساء ؟
لمذا تُصِرُّ – إلحاحا – على فهم كُنْه العدم
وكلّ الموجودات ما فتئت تُنْبِئك
أنَّك أنتَ حبيبها الأوحد والأهمّ
مُنتهى الحكمة أن تُحسِنَ إدارة خواطِرك
وأن تدير خاصِرتك – في اللّحظة الحاسمة –
لِتعبُرَ ضاحِكًا إلى خانةٍ
أو حانةٍ أُخرى
حبييييي ناصر
كم تبدو جميلا وأنيقا وأنت تسكر
وكم أنت موفور الحظّ يا مُؤنس
دانهاخ مدينة العَجَبِ العُجاب
خلطة سحريّة من مفكّرين ومُدمنين وبغايا
فلا تُشْغِلْ نفسك بما لا تراه
عمَّن يراك وتراه
باااااي حبيبي ناصر
أتركْ إعجابا لو راقتْ لكَ رسالتي
انٰحِبِّكْ برشا برشا
*بقلم محمد الناصر شيخاوي| تونس|محمد الناصر شيخاوي