الزّجاج الدامي

ما كان لليل نجوم حتى ظهر،

من وراء الغيم أطل .

غمر بضوئه الأبيض أركان كيانها،

كان يرقص و يراقصها

يغني فتغني، يصمت فتتكلم بدلا عنه.

كان يصرخ ليقتاتا من فتات الكلمات ما يسد جوعهما لأيام.

كان يتمايل فتردعه، تمد يدها فتزرعه نخلة على خد التيه،

كان يبكي فتبكي أيضا

يبتسم فتضحك.

لم يكن للسلم مجال

ولا للسلام أفق، حين يصمت

غيبوبة تجمد الحب بين المسافات

سألته

_لم تعانقنا؟ لم خلقت بيننا القبل؟

أجاب و في يده عصا تضرب الضباب

_إنه الحب.

_كم سيكون عمره؟ سألت وهي تفرك الضباب

_مليون سنة بعد موتنا. أجاب وهو يضرب الضباب

_وما أدراك بعمره؟ سألت وهي تغرف من الضباب حفنة

_كان مسجلا على جبينك وجبيني. أجاب وهو يشرب الضباب

_هل تشربه بعد أن ضربته؟

أجاب

_ضربته كي يزداد بدانة وشربته لأرويني وأرويك في.

_وهل مازلتُ داخلك؟ سألت وعيناها تمطران

أجاب وقد سحب مظلته

_تعالي معي نستظل.

_من ماذا؟

_من زجاج قد يدمينا.

سألته مجددا

_من ماذا؟

_من زجاج قد يدمينا.

سحبت سيفا، قطعت الصمت، غلفت الكلام و سألت

_هل للدموع زجاج؟

_وله أيضا حكاية صمت دامية. أجاب وهو يشرب الضباب مجددا

_دعنا نشرب معا. قالت وهي تغرف الضباب

أجاب وهو يمسك يديها كالمعتاد

_لقد شربتُهُ و شربتِهِ فيَّ. .

بقلم سماح بني داود

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

الهوية والتحول في رواية “قناع بلون السماء”

حسن لمين| المغرب     ولد باسم محمد صالح أديب خندقجي، في الثاني والعشرين من كانون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات