يأخذ نفسا عميقا من سيجارته، يدير رأسه ناحية اليسار وينفث الدخان؛ جسده المتعب، يضيق به المكان رغم شساعته، يستعجل مغادرة المقهى.
الطريق المفضي إلى الشاطئ يمتد يمينا ويسارا، هواء عليل رغم أشعة الشمس.
يحتويها تحت ذراعه الأيمن حاجبا الشعاع عنها، يرتخي جسده الارتخاء على كتفها، تئن قليلا فينتبه، يحررها من قبضته، قبالتها يقف، ينظر إلى عينين تهربان من نظراته التي تفترس قسمات وجهها، تنفرج شفتاها قليلا، يتنهد، ثم يحوقل معلنا الانهزام.
– أخاف أن أظلمك.
تلتصق به أكثر بحثا عن الظل، تهرب بنظراتها إلى خط الأفق الأزرق.
– أنت فاعل في الحالتين معا.
– الانفصال آت لا محالة.
– لن أكون سببا في انفراط العقد بينك وبينها.
تمرر أناملها على شفتيه، تلفحها أنفاسه المثقلة برائحة السجائر، ينحني ليلتقط شفتيها المنفرجتين، تبتعد بعد أن امتلأ صدرها بأنفاسه. ينظر إليها مجددا ويجهر صوته بالحوقلة، تدفن رأسها في كتفه، ما عادت تتنفس إلا عبير شفتيه، ما عاد قادرا إلا على الحوقلة، يشرع صدره للشمس، تدفن رأسها تحت ذراعه، يغادران الدرج المفضي إلى الشاطئ، تاركين وراءهما ظلا لرجل وامرأة.