قبل أن أدخل مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، كنت أحب شابا يسمى عصام، أحببته حبا بلا حدود…كنت أعيش معه أحلى أيام حياتي..كبرت مشاعرنا كما كنا نكبر يوما إثر يوم، في ليلة السبت كنت أتحدث معه عبر تقنية الفيديو كعادتنا،وقد دامت المكالمة حوالي عشرين دقيقة دون انقطاع، بعدها استأذنني بلطف قائلا: عذرا عزيزتي أنا عطش سأشرب الماء على الفور.. بعد ثوان قليلة من انسحاب من أمام شاشة الحاسوب ظهرت أمام الكاميرا بنت صغيرة باسمة، سالتها كيف حالك يا قمر، فأجابت أنا بخير وعافية، هل أنت أخت عصام؟ فأجابت نعم واسمي هدى، ثم استدارة واختفت من أمام الكاميرا… في تلك اللحظة عاد عصام، فقال: هل مللت من الانتظار يا عزيزتي؟ لا بالعكس فقد كانت أختك هدى هنا قبل مجيئك بثوان وآنستني. أجابني أتمزحين؟ أليس كذلك؟ فأختي توفيت منذ سنتين…!لم أنم مطلقا تلك الليلة، وما إن سطعت شمس اليوم الموالي حتى لبست ملابسي وذهبت لمنزله ، فشرعت أطرق بابه بقوة لتفتح أمه الباب وهي تضع منديلا أبيضا على رأسها.مرحبا يا ابنتي تفضلي…لا شكرا يا خالتي، فقط نادي لي ابنك عصام أريده في أمر هام، أجابتني وقد انحدرت دمعة كبيرة من عينها اليمنى… ابني توفي هو واخته هدى في حادثة سير قبل سنتين .استدرت نحو الرصيف، وذلك قبل أن أصطدم بأحد المارة ليهدئ من أنفاسي المتسارعة ويخبرني أن كل ما يسكن ذلك المنزل قد توفوا منذ سنتين في حادثة سير مميتة.
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …