سأحوك صمتا من خيوط ضجيجه
أكسو بأصواتي الأذان مكبرا
فرسمت جفن النجم يذرف نيزكا
أغراه تيه الليل صار مبعثرا
شيدت مأوى لليتامى خافقي
فتوترت كل القلوب توترا
وغنمت من كل الوجوه مقالة
دونتها سرد الهموم مفجرا
فبنيت قافية تناطح قافية
فتحولت جملي بحارا سجرا
سأباهل الشعراء حين يتيحني
النقاد فرصتها أصول معبرا
لأزج أشعاري بسوق عكاظها
فالخاسرون يهنؤني مؤخرا
سأخر لله وأنحر جثتي
سأصوم للرب كثيرا منذرا
سأقول ما لا يستساغ بقوله
فأهز أقلاما تساقط محبرا
وأنش كم آه على صدري هنا
ففراسة الأوجاع تنبش مقبرا
صبت وجوه الشوق في أحداقها
أصبحت فراشا بقلب مهجرا
سأزور أحلاما بحين منامها
لأحرر التأويل فيك منظرا
أدعو خيول الصبح تأخذ سرجها
فيروم مهر الليل يصحو مبكرا
تغفو الجبال على ذراع غيومها
فتجر حسرتها السفوح لتهدرا
فتقول ياليت الرياح تزورني
صيفا وتمطر في تلالي أبحرا
أرسو على قمم الخيال وتارة
أرسو على قعر السراب مصبرا
وأجر أذن الظن حين يخونني
فكري بسرب الشك صار مسيطرا
فشتلت في روحي من الأجساد مالم يرضني
فدعوت جسمي للرحيل فغادرا .