” رماد الذات “لمنيصري أمحمد/ المغرب

أنا كلماتك في جمل رُصِّعتْ بمفردات
أنا وقْعُها صدى يزيدها زخما تردّدات
أنا عصارتها تنبعث قريضا لتعانق الحياة
أنا اسمك حروفا حُفِرت في عمرك بالسنوات
أنا شتاتك الذي جمعته فُتات
حملته عبئا من زمن الذكريات
أنا فكرك النامي يمتح من دروس الحياة
يبني صروحا من قصائد شامخات
تطاول الشعر وتنتصر للأبيات
أنا وجهك الآخر المتواري في ظل الأبيات
أنا طيفك الآتي من سنين سالفات
أنا طوفك الطافي في بحور الشعر تقذفه الموجات
مثقلا جاد بعبء من الماضي وحاضر من النكبات
أنا مستقبلك الآتي في مسار الحياة
يبزغ الفجر فيه ليدرأ كل الشائبات
أنا رصيدك لا يُرى لا نعت لا صفات
بفتيل فكرك يحيا ليستمر القصيد حاضنا للأبيات
أنا شعرك والمخاض وخالص المعاناة
أفقت توا بعدما هزمت السبات
أنا صمتك يعلو منابر ، يصدح في قاعات
ينطق شعرا يؤثث رفوف الذات
ينفث رذاذا بعطر القوافي وسحر اللحظات
ينسج منوالا بخيط التلاقي وحضن الأمهات
يبني جسرا بحبل التداني
أنا درعك الواقي من غادرات الدهر وسيء النكبات
أنا طيرك الشادي فوق أغصان الحياة
يردد سيمفونية تسمو بالروح والذات
أنا عالمك الذي حيكت حوله المتغيرات
أنا يقينك يهزم بداخلك الشك ويصمد في ثبات
أنا وريد حياتك غذته التجارب ، غذته الاحتكاكات
أنا جمرك الخامد تحت رماد الذات
أنا الريح هبّت تلهب الوجد تلهب الجمرات
تحرق القلب تغذي الشرارات
تكوي الجراح تبرئ الكدمات
أنا حال وجهك يفضحه الوجد تفضحه القسمات
أنا لسان حالك يُنطقه الشعر ، تفضحه الأبيات
أنا النصر آت ليحاصر الغزاة
على تخوم من المجد لنا باقيات
أنا بداخلك الوطن ترى منه شموخا للقدود والهامات
أنا ديوانك الذي أنجزته حبا فيه لا في الأنا والذات
أنا أوراقه كادت تختفي بين المتلاشيات
أنا فكرك والحبر والقلم أعزّ الأدوات
أنا الليل لك إن شئت فاصغِ لروحك والخلجات
آنا دربك والمسار آلمته الأوجاع أربكته التعرّجات
أنا كل ما تبقّى لك بعدما دفن الرفات
أنا إرثك قسِّمه عروضا ، تفعيلات
أنا صيتك الذي لم يُذع في السنوات
أنا غدك و الآتي قد تنعم يوما بسحر المنجزاتٌ.

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي

د.حسن بوعجب| المغرب             لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات