من حسن حظ الشجرة ،
الرياح منشغلة عنها بمطاردة
أماني العاشقين.
من حسن حظ الفراشة
أن الزهرة تحب الحياة حد الذبول…
من حسن حظ الريح
أن النوافذ
الأرصفة
الشجر…
لا تحفظ أناشيدها ،
تلك التي تحرض السماء
ضد زرقتها…
من حسن حظ الحلزون ،
تحمل بيتها على ظهرها…
لا تطرق باب أحد ،
يجيرها من قرّ الشتاء
من حسن حظ النعامة ،
تدفن رأسها في الرمل
لا تعبأ بالعالم ،
إذ يسخر من سوأتها…
من حسن حظ العصافير ،
الفزاعات التي تملأ حقل الذرة
ذهبت بأسمالها الريح .
من حسن حظ فنجان قهوتي ،
لم تقرأ كفه العرافات ،
ولم تبشر بخطوط حظه الأنبياء ،
وحدها قصاصات الجريدة
أنبأت بسواد مزاجه
عند صفحة ” حظك هذا اليوم “
من حسن حظ عينيك ،
أنها لا تقرأ أعماقي
– كما تدعين دوما ــــــ
ثمة ضجة في أقاصيها
وجلبة
وعويل…
وبركة ماء عكر
تقذفها الصبية بالحجارة.
وضفادع تنق …
وخفافيش في العتمة
تنام.