” غرست حب الشمس في أعماقي” اصغيري مصطفى / المغرب

أيا زمانُ

أما تخجلُ تبكي الأعيادَ

تتعجرف علينا في كثير من الأحيان

أولسنا أناسا نعيش في بر الأمان

بأرض تؤاخينا وتقوّينا

وتعطينا الحنان

منذ نعومة أظافري

كان همي اليومي المرح والألعاب

تليه لقمة طعام

تسد الرمق

بعيدا عن أي تفكير

يؤرّقني ويثقل كاهلي

أما الآن ، ففي البكاء أنا فنان

ذبلت عيناي ، احمرّت دليلا على ما في الكيان

ضاق صدري ، اكتشفت الحقيقة المرة

أحلامي صارت بعيدة

وتلاشت

أضحت في خبر كان

الماضي العابر قسوة هواء غير ملموس

استيقظت متفائلا

وفي الليل منحت للتعاسة أكبر عنوان

قصتي بدت على ناطحات السحاب

وانتهت في ركام الحسبان

ماض وحاضر في طي النسيان

انقشع البرق وصار بركانا

علمت أن الحياة طريق صعب

بعيدة المدى

والصبر سبيل إلى الأحسن

والتسرع يعذب بل يقتل في بعض الأحيان

إن امتزج بالطيش والتهور

المكان شاهد برموزه وألوانه على شدة الذل والمحن

لا ندري ما ذا ينتظرنا

وما تخفيه

في طياتها

الأيام

التفاؤل أفضل

سيأتي بالجديد المفرح

لترحل الأحزان

أولست بشرا مثلكم؟

غصيني

مكتوب عليه “أنا إنسان”

تبعثرت أوراقه ولم يقدر على النطق باللسان

أنسيتم أني تركت بصمة على الأركان

العمر يوما ثم نرحل بعده

دعني أحدّق بعيون الفجر

لأغرس حب الشمس

في أعماقي

الشمس تخلت عني وراحت للقمر

رأيتها تحلم بالسهر

لا تغضب إذا جاء الرحيل

فاترك البحر يعشق ضوء ظل النخيل

يؤاسي الغريب

يزرع في مائه وردة الاعتراف والبراءة

ملونة بطيف الصباح الزاهر

لتهاجر الكلمات في عنان حدائق شعر المسافر

تزهو على ضفاف النهر الجميل

وتعود البسمة للجسم النحيل

كي ينعم بغد مشرق

متشاكسا فوق رؤوس النحل

مانحة إياه معنى العسل

والشاطئ المسكين

ينتظر المسافر

متى يعود.

شواطئ الأحلام قد سئمت كهوف الانتظار

لا تسألني

لا تسألني

لا تسألني.

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

الهوية والتحول في رواية “قناع بلون السماء”

حسن لمين| المغرب     ولد باسم محمد صالح أديب خندقجي، في الثاني والعشرين من كانون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات