في الصباح القديم ..
يبسط التاريخ المكلوم أجنحته
عند نافورة الكلام اليابسة ..
حيث ينشد البرد أوجاع الزّحام
مفردا في الشتات ..
يشدّ يد الفراغ الصّاخب ،
المعتلّ حسرة وشرودا
يحتلّ بيت القلب
قليلا .. قليلا ..
ثمّ ، ليس في مستطاع البرد
أن يلامس شغاف الرّوح ..
تلك حكاية الشجرة ..
ترتدي معطف الوقت
يحتمي بأناشيدها ..
ويزرع مقاصد الدفء كلّها
بسحر الخطى القادمات ..
في آخر العام ..
تسهر إلى جانبي اللّغة
يتعذّر عليّ أن أدعوها
إلى قهوة الصّحو ..
إذ الوقت متأخّر
لنتبادل أطراف التذكّر ..
كما يجدر بصديقتين
لازالتا على قيد الوفاء ..
في آخر العام ..
يحمل الحلم الأخضر حقائبه
ويلتحق بالرصيف الأزرق
تتدافع الألوان في فرصة الانتظار الأخيرة ..
يسترسل في مجيئه الأحمر
ويلوّح للقطار بالخمس دقائق البيضاء ..
في آخر العام ..
يتكئ السّلام على العصا البيضاء..
ليسحب ظلّه من خيال الشجرة
يناضل –لازال- ضدّ التيه والعتمة
سفيرا على غير العادة
تبارك خطوه الأمم المتحدة ..
في آخر العام ..
يستلّ الغضب سيف الاستنكار
من غمد الأغنية ..
موشّحة –لازالت- بطرب الغروب
على أعلى قمّة لليأس المتسائل :
-لكن، ما ذنب الشروق ؟ ..
في آخر العام ..
يستوطن الشغب مفاصل اللّغة ..
فتغدو أسيرة اللّغو
مأخوذة بفتنة الشعارات
لا كاف ولا نون ..
غابت شمس دلالتها
وحيث ، لا شغف ..
في آخر العام ..
يصادقني الحلم ..
كم غريب ما ينبت في نشيد الرّيح ..
يظلّلني برهيف الحبّ ..
والبرد واهب ولاءه
لمأدبة المقاومة ..
في آخر العام ..
أسيّج للذكريات قلبي
يحنو عليها
ولا أسدل ستار الحكي ..
في آخر العام ..
هل أتوب عن ” معصية”
الأمل ؟..
في آخر العام ..
يداهمني سبب آخر للحياة
ابتسامة بصريح العبارة :
-” أحبّك ” ..