هــــارُون:
إناثٌ فوقَ سَطْحِ النّارِ يُحْرِقُهُنَّ ضوءُ الرُّكْبَتَيْنِ
أشمُّ في أثوابهنّ روائِحَ المَطرِ الذي انْقَرَعتْ
هُنا زَخّاتُهُ رَعْداً كأجْراسِ الكنائسِ
كلُّ أُنثى تنْتَقي شَجَراً بأَعلى كَفِّها
فيصُدُّ حارسُ قَمْحِها
أَلْفاً مِنَ المُتربّعينَ على سَريرِ الماءِ.
لو غَطَسَتْ هنالك في عَميقِ البحرِ
شهوةُ آخرِ امرأةٍ يئنُّ بِبابها ذكرٌ جريحٌ.
لو عصا موسى تراختْ
أيُّ ثعبانٍ يُطيعُ تَمائِمَ السَّحَرَةْ؟
سيعرفُ لاحقاً هارونُ أنّي فوق سطح البحرِ،
أحرسُ دونَما تعبٍ عناوينَ الرّجالِ الرّائعينَ؛
جميع من سقطتْ حقائبهمْ
وضاعتْ كلُّ أيْقُوناتِهِمْ في قصرِ فِرْعَونْ…
مَــرْيَــــم:
إلهي! كلُّ أُنثى بارَكَتْ نَخْلي
ووَجْهي في الهياكلِ كالثّريّا،
بَيْدَ لا أحدٌ سيدركُ حجمَ أحزاني.
وإِنّي، رَبِّ، مَرْيَمُ..
فانتخِبْ جسدي أَميراً
وانتدِبْ لي بلْسَماً
فحياةُ عيسى لَـمْ تزلْ تجْري دِماءً
في عروقِ الكائناتِ الرّاكضةْ،
تجري وتَجْري بينما جَسَدي يَعُودُ إليكَ يا رَبِّي.
نهارٌ لَيْسَ يَعْقُبُهُ ظلامٌ.
نخْلةُ التَّاريخِ. ناقوسٌ.
وتَحْتي صوتُهُ جَرَسٌ منَ الآهاتِ يوقِظُني:
أنا الرُّكْنُ الفَسيحٌ.
أنا المَسيحُ، أنا المَسيحُ…
صَــالَــح:
وكانتْ نَاقَتي ثَدْياً لكلِّ ثَمُودَ
فيما كانَ هَوْدَجُها سريري/ ثُمَّ عَرْشي..
يا إِلهي!
خُطْوَتي في الدَّرْبِ خائِفَةٌ،
وَصَوْتُ ثَمُودَ يَجْرَحُني..
إِلَـهي! ناقَتي فوقَ الثَّرى؛
مَذْبوحةٌ قربَ القصيدَةِ:
أَيُّ ثَـدْيٍ أَحْلُبُ الآنَا..؟
وبابُ الغَيْمِ يُغْلَقُ..
أَيُّ شِعْرٍ أَكْتُبُ الآنَا..؟
وكوخُ الوَحْيِ يَحْتَرِقُ!
الجديدة، 1997