يشير التحديد اللغوي لمفهوم التواصل كما تداولته مختلف المعاجم والدراسات أن فعل “التواصل” إلى حدوث المشاركة في الفعل بين الطرفين، والتواصل وفق هذا المعنى إذن، يفيد استمرار العلاقة بين اثنين، أو بتعبير آخر انفتاح الذات على الآخر، وذلك في علاقة حيوية لا تنقطع حتى تعود من جديد، تأسيسا عن ذلك، يمكن القول إن التواصل هو عبارة عن علاقة تفاعل نفعي متبادل بين طرفين (أو أكثر) تحكمها مجموعة من الضوابط النفسية، والسياقية ،والاجتماعية ذات التأثير الفعال والموجه لتلك العلاقة، وهو الشيء الذي يصبح معه من جهة أخرى المضمون الاصطلاحي للتواصل بمثابة ذلك المفهوم الذي يحمل معنى السلوك الاجتماعي والنشاط النفسي، والمعرفي الذي يحدد العلاقات التفاعلية المتبادلة بين الأفراد والجماعات ويؤطرها، الأمر الذي يفسر الاهتمام الكبير بقضايا وامتدادات مفهوم التواصل ومحدداته النفسية والاجتماعية العقلية من هنا “فالتواصل كمفهوم وكسيرورة يطرح العلاقة في طبيعتها الوجدانية، والانفعالية والاجتماعية كما تحصل بين فرد وآخر، ثم إن هذه العلاقة تتخذ مظاهر دينامية، وذلك من حيث حدوث المشاركة في الفعل بين طرفين؛ بمعنى أن كل طرف داخل ضمن العلاقة له نصيب في الفعل قد يكون رمزيا، لغويا، حسيا أو جسديا، وبطبيعة الحال، فإن هذه السيرورة تتوقف على التفاعل والتبادل وذلك بما تتضمنه من دينامية نفسية، اجتماعية تتميز بها العلاقات الإنسانية” من هذا المنطلق، كان الإجماع العام من طرف مختلف المباحث المعرفية التي تنتمي لحقل العلوم الإنسانية، هو باعتبار التواصل مبحثا سيكوسيولوجيا بامتياز” ثم تناوله عبر الإعلامي المعلوماتي، وعبر السيميوتداولي، وعبر السيكوسوسيولوجي في محطات تمهد لمعالجة نظريات الجماعة/الشراكة والتواصل/التفاعل، ثم نظريات القيادة/الإدارة وأخيرا التدبير/التسيير”.
إن أهمية الإجماع السيكوسوسيولوجي لمفهوم التواصل –كإجراء وسيرورة تتواجد بواسطتها ومن خلالها العلاقات الاجتماعية وتتطور- تكمن في إبراز وترسيخ ما لمفهوم التواصل من دلالات تقوم في جوهرها على دينامية التفاعل L’interaction والتشارك la coaction والحضور المشترك Coprésence، والعلاقة التواصلية أو ما يصطلح عليه بالوجه لوجه le face à face.
“انطلاقا من هذا الاعتبار، فليس هناك من يجادل في كون الإنسان يشغل حجر الزاوية في سيرورة التواصل، فهو مصدرها ومحركها، وعامل تفعيلها بوعي أو بدون وعي، فالإنسان يحكم موقعه كعضو في بنية اجتماعية أو تنظيم مجتمعي، ينخرط بدرجات مختلفة في هذه الأخيرة من خلال أشكال متباينة من العلاقات والصلات، وذلك بهدف تحقيق غايات وحاجات نفسية واجتماعية معينة”.
وعليه؛ نستشف أن التواصل كمفهوم وسيرورة يفترض تحققه وإنجازه ذلك للتكامل الضروري والدائم بين أهم ركائزه ومحدداته الأساسية (النفسية والاجتماعية والسياقية والمعرفية) التي تدخل في صميم دينامية التفاعلية والتشاركية في الهنا والآن بين الأشخاص، ومن أهم هذه الركائز ركيزتي الذات والآخر أو الأنا / الأنت أو المتكلم / المخاطب أو المرسل / الباعث / المرسل إليه – المتلقي بمعنى آخر إن ركيزة الإنسان هي منطلق ومنتهى كل تفاعل تواصلي l’interaction communicationnelle يبين المتخاطبين les interlocuteurs وعموما، فلا تواصل بدون العناصر الآتية :المرسل أو الباث / المرسل إليه أو المتلقي في الرسالة، وهي العناصر ذاتها التي تؤكد أن التواصل كسيرورة “غالبا ما يفيد العلاقة التي تتأسس على تصريف المعلومات بين جهتين ليس بينهما بالضرورة تشابه، وهي علاقة تطبعها دينامية معرفية، وتستهدف التبليغ والتأثير والإقناع”، وهذا يعني أن مفهوم التواصل كسيرورة دينامية تفاعلية بين الأشخاص يقوم على خاصية الإبلاغ والتبليغ وهي الخاصية الجوهرية المحددة لهدفية فعل التواصل بين المتخاطبين، إذ لا تواصل بدون مضمون و هدف و غاية محددة، ومقصودة تنبني على أساسها علاقات التفاعل التواصل بمختلف تمظهراته و وسائله التي يتبناها المتكلمون.
وحتى يحقق فعل التواصل هذا الهدف. فإنه لا بد من توفر قناة تعبيرية يتم عبرها هدا الفعل بشكل واضح و مفهوم، و هي قناة تختلف طبيعتها باختلاف وسائل وطرق التواصل بين المتخاطبين، فهي قناة لغوية فتسمى بالتواصل اللغوي communication verbale أو قناة حسية و تنعت بالتواصل (الشمي olfactif، اللمسي Tactile، السمعي Auditif، البصري Visuel)،أو قناة إشارية فتسمى بالتواصل الحركي/ الإشاري، ويتم بواسطة الحركات les gestes والإشارات التعبيرية.
وحتى يضمن فعل التواصل نجاح هدا المسعى، فلا بد كذلك من الخضوع لما يصطلح عليه بقصدية التواصل، وهي قصدية تراعى فيها طبيعة المحددات السيكوسوسيولوجية والتداولية للعلاقة بين المتخاطبين، أي المحددات (النفسية والاجتماعية والنفعية ) والهدف المتوخى من هده العلاقة الرابطة بين المرسل إليه/المخاطب والمرسل/المخاطب وقدرته على الإبلاغ والإقناع، كما تراعى فيها كذلك محددات أخرى لها ارتباط بطبيعة المخاطب /المرسل إليه (جنسيته انتماءه الجغرافي، ثقافته، لغته، معتقداته، سنه، مكانته الاجتماعية والاقتصادية، والفكرية …).
فمتى ظهر مفهوم التواصل؟ وما هي الدلالات التي تعاقبته وحددت مجالات توظيفه؟ وما هي العوامل التي مهدت للتحول الجديد لهدا المفهوم في العصر الحديث، ليصبح مفهوما منفتحا على كل ما هو إنساني تفاعلي، واجتماعي تشاركي يلقى بامتداداته المفهومية و الإجرائية على كل ما هو ثقافي /فكري واجتماعي واقتصادي؟ وما هي الأسس المعرفية والنظرية التي قعدت لهدا المفهوم ولمحدداته الإجرائية؟
أ– المفهوم القديم للتواصل:
ظهر المفهوم القديم للتواصل ابتداء من القرن 16 وإلى غاية العشرين وهي الفترة التي عرفت تقدما كبيرا في المجال التكنولوجي والاقتصادي الذي فجره ازدهار وسائل الاتصال، والتقنيات الحديثة المرتبطة به، الشيء الذي جعل من مفهوم التواصل في هذه الفترة مفهوما ينحصر في البعد التقني للاتصال كعملية تواصل يحكمها الفعل الإعلامي / الإبلاغي بين طرفين هما الباث /
المرسل والمتلقي / المرسل إليه، إنه مفهوم يكرس النظرة الميكانيكية للتواصل كعملية تقتصر فقط على بث الإخباريات وتلقيها، الأمر الذي يعمق الفارق بين هذا المفهوم، والمفهوم الحديث للتواصل الذي سيلعب فيه البعد التشاركي الجماعي للتواصل دورا كبيرا ورائدا.
ب – المفهوم الجديد للتواصل :
وعلى عكس المفهوم القديم، يكرس المفهوم الجديد والحديث للتواصل الذي بدأت تظهر ملامحه ابتداء من خمسينيات وستينيات القرن العشرون، بعدا جديدا تمثل في البعد الإنساني والاجتماعي للتواصل كفعل كلامي وتشاركي وتفاعلي تحكمه قواعد تواصلية وذهنية (فعلية/ نفسية) جد معقدة ومركبة “تجعل مفهوم التواصل وسيرورته عملية تستند في تحقيق وإنجاز أفعالها التواصلية على مجموعة من القواعد النحوية”.
ويعود تاريخ حدوث التحول الجذري والهام في مفهوم التواصل كمعطى إنساني اجتماعي، وليس مجرد تقنية ميكانيكية جافة إلى انطلاق مجموعة من الجهود النظرية والمنهجية التي سيطورها، ويقعد لها زمرة من مجموعة من الباحثين في العلوم الإنسانية في مختلف مجالاتها المعرفية، في الانطروبولوجية خاصة على يد كل من كريكوري باطسون (Grégory Bateson)، ورأي بوردويستيل (Ray Birdwhstell) وإدوارد هال (Edward .T. Hall) وفي مجال السوسيولوجيا على يد إرفينغ كوفمان (Erving Goffman)، ثم في مجال علم النفس وخاصة فلسفة اللغة على يد كل من جون أوستين (J. Austin)، وجون سورل (J. Searl) وهوسرل (E. Husserel).
ج- نحو تأسيس نظرية التواصل:
وفي هذا المضمار والإطار الجديد الذي يعتبر فيه التواصل فعلا كلاميا / خطابيا جماعيا تحكمه قواعد وشروط تواصلية متعددة المستويات: نحوية تركيبية دلالية إيديولوجية ثم تداولية، اندرجت عدة جهود رائدة ومؤسسة لفرضياته، وهكذا يمكن القول إن الجهود حيال فلسفة اللغة يمكن اعتبارها بمثابة الجهود التي كانت أكثر إسهاما في تطوير مجال البحث في مجموع هذه القواعد
الأساسية المتحكمة في عملية تحقق أفعال الخطاب les actes de Discours والضامنة لإنجاح التواصل والشروط المحددة له، ولقد كانت من أهم نتائج أبحاث اتجاه فلاسفة اللغة حول نظرية التواصل هي التوصل إلى صياغة نظرية موحدة اصطلح عليها بنحو أفعال التواصل Grammaire des actes de communication، حيث استطاع من خلال هذه النظرية أعمدة فلسفة اللغة ومؤسس المبحث التداولي فيما بعد جون أوستين J.Austin وجون سورل J.Searl بلورة نظرية متكاملة تقعد للفعل أو الحدث التواصلي اصطلح عليها بنظرية أفعال الخطاب discours Théorie des actes de وهي نظرية تداولية تدين في كثير منها إلى أبحاث وإسهامات جان سورل بالخصوص التي أصدرها في سنوات (1969) (1983) (1985) التي عمل من خلالها على بلورة مختلف جوانب هذه النظرية، وتأسيس مفاهيمها ومستويات اشتغالها من منظور فلسفي تداولي، فخلص بذلك إلى تجميع مجموع المبادئ المشكلة للقاعدة العامة لكل القوة الخطابية أو التخطيبية les forces illocutoires أو ما يسمى بالقيمة التلفظية للكلام كالتساؤل، الأمر الطلب الوعد … وهكذا دواليك، التي تدخل في الفعل التواصلي.
وإلى جانب جهود أعمدة فلسفة اللغة (التي بدأت في سنوات الستين، واستمرت عطاءاتها إلى غاية الثمانينات) في صياغة نظرية متكاملة حول أفعال الخطاب باعتبارها نظرية قادرة على ضبط وكشف مجموع شروط ومحددات تحقق الفعل التواصلي الجماعي والتواصلي Communication / Participation. تنضاف جهود مواكبة لهذه النظرية، وهي جهود اتجاه علم الدلالة الشكلية sémantique la formelle الذي طوره كل من فريج (Frege) وطارسكي (Tarski) فكانت نتيجة التعاون بين الاتجاهين (اتجاه فلسفة اللغة واتجاه علم الدلالة الشكلية) أن توصلا خلال الثمانينات إلى صياغة نظرية موحدة لأفعال الخطاب يمكن اعتبارها كنوع من النحو لأفعال التواصل Grammaire des actes de communication أو كنوع من علم دلالات أفعال الخطاب Sémantiques des actes de discours .
وفضلا عن هذين الاتجاهين تنضاف جهود أخرى صار أصحابها في نفس الاتجاه المؤبد للمفهوم الجديد للتواصل كفعل خطابي تشاركي جماعي ومتبادل، وهو اتجاه جهود أصحاب المدرسة النقدية الحديثة المسماة مدرسة فرنكفورت l’école de francfort وعلى رأسها جورجن هابرماس (Jurgen habermas).
10- أنواع التوصل:
من الواضح أن البشر يتواصلون بوسائل متعددة، فكل إنسان يرى نفسه محاطا بكمية لا حصر لها من أنظمة التواصل يوميا، فلو تصفحنا حياتنا اليومية لوجدنا آلافا من الوحدات الصغرى من الأحداث المنظمة وغير المنظمة التي لا نعيرها أهمية تذكر، ولا ننتبه لتعقيداتها رغم الدور الذي تقوم به في تنظيم رؤيتنا للعالم، وفي هذا الصدد، تقول جوليا كريستيفا: “ما اكتشفته السمياء هو أن القانون الذي يحكم أو إذا شئنا أن الإكراه الرئيس الذي يؤثر في أية ممارسة اجتماعية يكمن في كونه ذا دلالة يعني انه منفصل مثلما تتمفصل لغة ما“[1].
إن التواصل الإنساني، يكمن في وجود شكلين من التواصل (ذي طبيعة ثنائية) تواصل لغوي، لساني وتواصل غير لغوي. ماذا نفصد بالتواصل غير اللغوي، وأهميته في العملية التواصلية في المجتمعات؟
11- التواصــــــل اللغـــــوي:
- تعـريــــف :
ويسمى أيضا، التواصل اللفظي: وهو ما نعبر عنه في ألفاظ. وقد اعتبر “فيردناند دي سوسير” (1857-1913) التواصل اللفظي: حدثا اجتماعيا يتم بواسطة الفعل الكلامي. ويتحقق عبر ما أسماه بدائرة الكلام، ودائرة الكلام عنده تفترض على الأقل شخصين يدور التواصل بينهما. فإذا افترضنا أن التواصل يدور بين شخصين هما زيد وعمر، فدائرة الكلام هذه تبدأ من ذهن زيد حيث تظهر المفاهيم التي هي عبارة عن أحداث واعية، عن طريق العلامات اللسانية أو الصور السمعية. فتحصل في ذهن زيد سلسلة من العمليات العصبية، تصدر الأوامر إلى الجهاز الصوتي، فيحدث أصواتا ملائمة لما في الذهن من مفاهيم، وتنتقل هذه الأصوات عبر موجات صوتية من فم زيد إلى أذن عمر، ثم بعد ذلك إلى ذهنه، فيقوم عمر بتفكيك هذه الأصوات في ذهنه، فيجيب بفعل نطقي جديد… وهكذا دواليك.
- أنواع التواصل اللغوي :
يقسم “جاكبسون” التواصل اللغوي إلى قسمين :
- التواصل الخارجي:
لا يقوم هذا التواصل إلا بوجود قطبي الحدث (المرسل/المرسل إليه) المتكلم الذي يؤلف المرسلة تبعا لأهوائه ورغباته، والمخاطب الذي يقوم بفك رموز هذه المرسلة لفهمها. لابد أن تكون هناك رسالة يبثها المتكلم ليتلقاها المستمع الذي قد يكون شخصا حقيقيا أو وهميا، متخيلا من قبل المتكلم[2].
- التواصل الداخلي :
وفيه يكون المتلقي والمرسل شخصا واحدا، ويسميه “جاكبسون” بالخطـاب (أو التواصل الداخلي)، ويتخذ أشكالا كثيرة، فالتواصل داخل الفرد هو أبعد من أن يحد بإشارات كلامية فقط. بل يستتبع أشكالا كثيرة وعديدة. فالإنسان الذي يربط في منديله عقدة لتذكره بأمر هام عليه القيام به، والفرد الذي ينقل خاتمه من اليد اليمنى إلى اليد اليسرى، أو الذي يحمل بيده شيئا معينا، إنما هي إشارات بسيطة يرسلها مرسل الرسالة إلى متلقيها (ذاته). فتكون بذلك نوعا من التواصل بين الفرد ونفسه، أو بعبارة أخرى ضربا من ” التواصل الداخلي”.
12- مقاربة التواصل غير اللغوي:
يعرف “نولر” التواصل غير اللغوي بأنه: “ذلك الجزء من الرسالة الذي ليس هو الكلمات، ولكنه قد يرافقها أو يحدث منفصلا عنها، ويشمل التعبيرات الوجهية، والإيماءات والهيئة (الوضع والمسافة)، ونبرة الصوت، وطبقته، وارتفاع وسرعة الحديث…إلخ”[3].
سارت “كيم”Kim نحو صف من المقاعد، واضعة حقيبتها الجلدية وحافظة نقودها على المقعد الذي يقع على يمينها، بينما أكياس مشترياتها التي حملتها من محل “ساكس” بالشارع الخامس على الأرض قريبا منها. وأخذت تتصفح مجلة (علم النفس اليوم) وتنظر من حين لآخر إلى شاشة التلفاز التي تبين مواعيد الطائرات القادمة، ثم إلى ساعتها.
وبعد خمس دقائق، حضر رجل يلبس بزة كاملة من ثلاث قطع واتخذ مكانه على المقعد المقابل لها، وعرضا ألقت عليه نظرة من طرف عينها. وعندما التقت نظراتها به ابتسم الرجل، ولكن “كيم” حولت نظرها بعيدا عنه وهي مرتبكة، وعادت تركز انتباهها على المجلة التي بين يديها، لكنها أحست وكأن الرجل يحملق فيها. وأخيرا لاحظته وقد وقف ليمشي بعيدا عن المكان.
وبعد بضع دقائق ظهر الرجل ثانية متجها نحوها، ليتخذ من المقعد المجاور مقعدا له، وجلس دون أن ينطق بأية كلمة. ولكن “كيم” حملت حقيبتها وأكياس مشترياتها، وانطلقت مسرعة نحو البهو لتتجه بعد ذلك نحو محل لبيع الهدايا”[4].
من خلال هذا الوصف يتبين لنا للتو أن التواصل غير اللغوي يقوم بدور بارز في التواصل والعلاقات الإنسانية. فعلى الرغم من أننا لا ننطق بكلمة واحدة، فإن مظهر الأفراد ولباسهم، وأعمالهم، وتحركاتهم وأوضاعهم، وتوقيت حركاتهم، تعتبر أساسا لمعلومات لها تأثير على السلوك. فالتواصل غير اللغوي من الأشكال الرئيسية للتواصل، فإذا تخيلنا فردين ليس لهما لغة يتخاطبان بها، أو أنهما يستخدمان لغات مختلفة، فإن الشيء الأساسي الذي يستخدمانه في التواصل هو الإشارات، والحركات ولغة العيون والجسد… وهلم جرا.
- أنواع التواصل غير اللغوي:
إن أشكال التواصل غير اللغوي عديدة ومتنوعة، ويمكن تقسيمها إلى العناصر التالية:
- التواصل بالعين:
يعد الوجه أداة تعبير، ولاشك في أن العين من أكثر عناصره تأثيرا في عملية التواصل، كما تشير إلى ذلك ملاحظة “السورت”Ellsworth : “إن كثيرا من السلوك غير اللفظي مثل حركة الأقدام، وتعبير الوجه الهادئ، وأوضاع الجسم، قد لا ندرك معناها لأول وهلة، لكن لا نملك إلا أن نلاحظ المعنى الذي تنقله العين المحملقة مباشرة، فعلى الرغم من السلوك لا يصاحبه ضجة أو حركة واضحة، فإنه يسترعي الانتباه بشكل فعال، حتى لو بعدت المسافة بين الشخصين[5].
وقد حظي سلوك العين أثناء الحديث بين الأفراد باهتمام عدد من الباحثين في ميدان التواصل غير اللغوي. وأكدت جل الدراسات على أهمية النظر أثناء الحديث. وأكدت أبحاث مختلفة أن الناس ينظرون إلى عيون الآخرين لمدة أطول، عندما يكونوا مستمعين، بينما تقل مدة نظرهم عندما يتحدثون. وأن الشخص عندما يرغب في التوقف عن الحديث ينظر في عيني المستمع. وفي المقابل ينظر الشخص إلى أسفل عندما ينوي الحديث لمدة أطول، وأن موضوع حديثه يصعب فهمه، فكأنما يتحاشى معرفة رغبة الآخر في إيقافه عن الحديث أو الاستفسار، وهكذا يقوم النظر بدور المنظم للحديث[6].
- التعبيرات الوجهية (حركات الوجه) :
يهتم السواد الأعظم من الناس بحركات وجوههم، لأن الوجه هو جزء مكشوف في جسد الإنسان، وأول شيء تقع عليه نظرة الآخر، فضلا أن الكثير من أعضائه تكون في علاقة مباشرة مع المخ، وهو يتخذ أحيانا مقياس الجمال أو القبح، وأيضا علامة على الترف والبذخ والسكينة، ومؤشرا على الرضا والإيمان أو النفور والطغيان وهلم جرا. وعليه، ينبغي أن نعود أنفسنا على استعمال حركات وجوهنا الحسنة، ولا نكترث لأن الأمر سيتحول مع مرور الأيام إلى شيء عاد جدا، وأول حركة ينبغي أن نعود أنفسنا عليها هي الابتسامة.
- الابتسـامة :
الحياة بداية مشكلة، ونهايتها مشكلة، وفي حد ذاتها حياة نصرة تبتسم لنا، فما أسعد الإنسان لها، ومرة تكشر عن أنيابها، فما أقسى لهذه الحياة متصلة الحلقات، والإنسان الذي يعيش فيها يكون مصيره تحت أمرها، وتصادفنا العديد من المثبطات والمشاكل في حياتنا، منا من يواجهها بإرادة وعزيمة وتفاؤل لافت للانتباه، ومنا من يستسلم لليأس، ويدع الأحزان تنخر جسده، وتفتك لروحه، فيبدو وجهه شاحبا متجهما ينطق بالألم القاتل والأسى. ويستحسن عدم الاستسلام، ومواجهة الحياة بفرح منقطع النظير وابتسامة، كما يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : “التبسم في وجه أخيك صدقة”، ويدعو الشاعر إيليا أبي ماضي إلى التفاؤل كما في مطلع قصيدته :
قال السماء كئيبة وتجهمـــا *** قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما
وينبغي الحفاظ على قسمات وجوهنا منفتحة، ونهجر العبوس، ونتخلى عن عادة تكشير الأنياب. والنظرات المائلة، لأن في الانفتاح على الآخرين خيرا وبركة، وهو مفتاح للنجاح، والانفتاح لا يكون إلا بالابتسامة الرقيقة والصادقة. والمؤسف أن فئة من الناس يدركون هذه المسألة، إذ أثبتت الدراسات أن ثلث الناس فقط يبتسمون، وينفتحون على الآخر بمعنى أنهم لا يعانون من عقدة الانزواء والانغلاق على الذات، وثلثا آخر يمتلك وجها محايدا لا ينطق بأحاسيسه وأهوائه إلا حين يستدعي الأمر ذلك، فهو مبتسم تارة وصارم تارة أخرى، وثلثا رفض الوسطية، وآثر ترك الابتسامة والتزام الصرامة. فهلا سألت نفسك في أي صنف من هذه الأصناف الثلاثة تنتمي ؟! […].
إن حركاتك، وحركات وجهك خاصة، تظهرك منفتحا وقريبا، وعلى العكس تجعلك بعيدا عن الناس منغلقا على ذاتك تشكو من انقطاع شريط التواصل بينك وبين الآخرين، فكيف ترغب في الحصول على الأصدقاء وأنت مقطب الجبين، ولك وجه عبوس، لأن الناس يميلون إلى الأشخاص المرحين. لنحرص على التأثير في الآخرين بالابتسام، وليس عن طريق المبالغة في الجد، وتصنع الوقار، وكم من أديب ملأت إبداعاته الرفوف، وكم من أكاديمي راجت كتبه في جامعات مرموقة، وكم من مهندس ومحلل راهن في إقناع الناس بكتاباتهم، لكنهم أخفقوا إخفاقا ذريعا، ويفشلون في التواصل المباشر مع من حولهم، لأن طباعهم غليظة، وأحاسيسهم جامدة، ولأنهم نسوا أو تناسوا إلى أبعد مدى أن الإنسان ليس كتلة لحم وعظام فقط، بل هو عواطف وأحاسيس. كما ذهب كوكبة من الباحثين أن هناك تواصل بالابتسامة كفتح الشفتين ومن خلالهما نلحظ ابتسامة السخرية، وابتسامة الانتصار، والتحية والإعجاب… وهكذا دواليك. وأحيانا نقوم بزم الشفتين للتعبير عن الاستياء والغضب والانطواء…
ويعتبر الوجه أيضا أهم قناة للتعبير عن الحالة العاطفية، وذلك لأن الوجه مرتبط مباشرة بمناطق الدماغ التي تتحكم في العواطف[7]، فالوجه هو الأساس لإظهار المشاعر، وقوتها. كما أن له تأثير خاص لجذب الانتباه والاهتمام، والتأثير في الآخرين، والتحكم فيهم. ونستشعر أن هناك قراءة لوجه الإنسان كالنظرة الثاقبة المحذقة، والنظرة الباردة المحذقة أيضا، ناهيك عن عينين مستاءتين تأخذ اتجاها تحتيا دون إغفال النظرات الثاقبة والمستقرأة، وأيضا نظرات الترقب، والرغبة، والشهوة، والتحدي، والانكسار، والاندهاش، والابتهاج، والغضب، والتهديد، كما نستشف عين الحنان والدفء في علاقاتنا مع المجتمع.
- التواصل بالإشارات الجسمية :
يتمثل دور الحركات الجسمية في كونها تساهم بحظ وافر في فهم وإدراك مقاصد المتكلم وهدفه التواصلي. فإذا كنا نستطيع إخفاء مشاعرنا بواسطة اللغة المنطوقة، فإن الإشارات الجسمية تكشف في غالب الأحيان عما نخفيه في باطننا من أحاسيس، وربما تفضحنا أمام الآخرين[8].
فعند تحريك جسمك يمكنك التعبير عن الرسائل المحددة والعامة أو الرسائل الإرادية واللاإرادية، فالتلويح باليد مثلا له معنى محدد ومقصود مثلا : “تحية شخص ما” أو قول “إلى اللقاء”.
بعض الإشارات الأخرى قد تكون غير مقصودة، وتعبر عن وسائل عامة مثل القلق، أو التبرم، أو السير بسرعة وحيوية ونشاط، وهي كلها إشارات تعبر عما إذا كنت تشعر بالثقة أو القلق، إذا كنت لطيفا، أو عدوانيا، تتمتع بالقوة أولا تتمتع بها[9].
- التواصل بالمظهـــر :
تؤكد مختلف دراسات التواصل غير اللغوي أن المظهر يقوم بدور مهم في التعبير عن الشخصية والطبقة الاجتماعية، والمكانة، والجنس، والسن، والمنطقة الجغرافية التي ينتمي إليها الشخص[10]. فالأشخاص يستجيبون لبعضهم البعض بناء على جاذبيتهم، فعندما يعتقد الأشخاص أننا نتمتع بالجاذبية، فنحن نكون راضين عن أنفسنا، مما يؤثرعلى سلوكنا الأمر الذي يؤثر بالتالي على إدراك الأشخاص لنا. فملابسنا وطريقتنا كلها تحدد مظهرنا وشخصيتنا[11].
- التواصل باللمـــس :
إن اللمس خاصية أساسية للتعبير عن الود والراحة والثقة. وذلك ربما لأنه يعبر عن التعاطف والتقارب بين الأشخاص بعضهم البعض. وقد اعتبر اللمس مركز القوة المعبرة عن دفئ علاقات المودة وحرارة الحماس الناشئ عن العلاقة، والارتباط بين أفراد العائلة الواحدة، وبين الأصدقاء الحميميين[12].
- التواصل بالرمــوز:
يولد الإنسان ولا يوجد في ذهنه أي رموز، ولكن حينما يتفاعل مع البيئة حوله يجد آلافا من الرموز المتعارف عليها، والتي تشير إلى الاتجاه والسلوك وما هو ممنوع وما هو مسموح. ونجد هذه الرموز في الشارع، وفي المكتبة، وفي المواصلات وكلها تساعدنا ببساطة في حياتنا دون أن نتبادل الكلام، فالكل قد تعارف على معناها باختلاف الثقافات والحضارات. وأبسط دليل على عظم استخدام الرموز أننا نستخدمها للدلالة على العلاقات الحسابية والرياضية، ونستخدمها في إشارات المرور، وعلامات النوتة الموسيقية، وإشارات الأمن الصناعي، وإشارات بريل للمكفوفين…[13].
- التواصل بالمسافــة:
وهي المسافة التي تكون بين المتكلم والمستمع، والتي تختلف باختلاف نوع الخطاب من ناحية، ومكانة المتخاطبين من ناحية أخرى، ونجد المسافة تمثل علامة على نوعية العلاقة القائمة بين المتخاطبين، والتي يمكن أن نحددها طبقا لقرب أو بعد المتكلم من المستمع في شكل ثلاثي تصوره مراتب الإشارة في اللغة العربية ذا، ذاك، ذلك، والتي يمكن أن تحدد مسافة الإقتراب أو التجاور التي يتحرك خلالها المتخاطبون داخل المجال الجسمي[14].
- المسافة الحميمية :
تتراوح هذه المسافة بين 0 و60 سنتمترا، وهي مخصصة للأشخاص الذين تربطنا بها علاقة متينة جدا. إنها منطقة محظورة على الآخرين، لا يدخلها من هب وذب : منطقة الأسرار والمناجاة حين نلمس الآخر، أو نبتعد عنه بـ 0.45 مترا فإننا نستشعر وجوده[15].
نسمع آهاته، ونشم رائحة جسده. ومن الصعوبة بمكان الاقتراب إلى هذه المنطقة إلا من نحب ونعز إنها منطقة مسيجة لدرجة أن البعض يعتبرها منطقة غير عمومية…
- المسافة الشخصية :
في هذه المسافة يصبح المجال مفتوحا لشخص ثالث يقتسم الحديث مع المتحاورين، حيث إن الفاصل بينهم قد يصل إلى متر وعشرين سنتمترا، ولا يقل أبدا عن ستين سنتمترا، وفيها –أي المسافة- نشعر بأنفسنا في مأمن من لمس الآخرين ونستطيع التحرك بحرية.. ويمكننا مد ذراعينا نحو الأمام أو نحو الأعلى دون الشعور بأدنى ضيق أو حرج.
- المسافة الاجتماعية:
تمتد هذه المسافة من 1م و20 سنتمترا على 3 أمتار، وهناك من يرى أنها تقترب من أربعة أمتار. ونلحظ هذه المسافات في المقابلات والحوارات والاجتماعات أيضا، وهذا النوع من المسافة يصبح متخما بالبرتوكول.. ولذلك نجد ذوي المناصب العليا يتعمدون الجلوس وراء مكاتب كبيرة، ويتركون بينهم وبين العاملين أو الزائرين مسافة تجعل التواصل رسميا مطبوعا بطابع المجاملة والتقدير والاحترام….
- المسافة العمومية:
لا تقل عن ثلاثة أمتار، وخمسة وستين سنتمترا، ولا تزيد عن سبعة أمتار ونصف المتر، وهي مسافة كافية يشعر فيها المرء بالأمان بعيدا عن كل تهديد، وبعيدا عن المفاجآت، التي تطرأ
في اللقاءات والمناسبات العمومية، والنظرة في مثل هاته المسافات تكون عامة وشاملة وهي تعتمد -أي هذه المسافات- حين إلقاء الخطابات أو الكلمات أمام الحشود والجماهير.
- المسافات وعلاقاتها بالثقافة :
تعد الثقافة ذلك الإطار الذي يوجد به الإنسان، والمحيط الأنجع لتحركه فيه، ومادامت المسافات جزءا من الفضاء يجدر بنا الإشارة إلى أنها تنطبع بالثقافة وتتأثر بها. بحيث إن المسافات التي ذكرناها آنفا تصبح نظرية ومجردة ولا معنى لها في أماكن، وتطبق بكثير من المرونة في أماكن أخرى إذ يكفي أن نعرف أن الياباني لا يعني له شيئا أن يكون مسكنك بجانب مسكنه، فذلك لا يلزمه أن يبادلك التحية في كل صباح ويبادلك الحديث أو يتخذك صديقا، وعلى العكس من ذلك فإن الكندي يعتبر وجود مسكنه بجوار مسكنك سببا لتوطيد العلاقة، وربط أواصر الصداقة، وما قلناه عن الكندي يمكن أن نقوله على العربي أو الأمريكي الجنوبي، فهما لا يستسيغان أبدا وضع فواصل وحدود بينك وبينهما، ولا يقبلان الفراغات بحيث تجدهما، وهما يتحدثان يلوحان بيديهما جهة اليمين، وجهة الشمال ويمدان ذراعهما ويبسطان أيديهما نحوك، وكلما تراجعت نحو الخلف تقدما نحوك لا لشيء إلا ليبديا اهتمامهما بحديثك…
- التواصل بالصـوت:
إن كل إنسان يعيش بالصوت، وعلى الصوت، لأنه إلى جانب تواصله بأصوات اللغة مع غيره، يعتمد على أصوات أخرى في حياته، فهو يستيقظ من نومه على صوت صياح الديك في القرية أو على صوت رنين المنبه في المدينة، أو الهاتف النقال كما يرتبط نشاطه اليومي في العمل والدراسة والعبادة بدقات الناقوس في المصنع والمدرسة. كما نجد أن بعض هذه الأصوات التي نسمعها تحمل لنا رسائل تختلف دلالتها باختلاف السياق، فإذا سمعنا على سبيل المثال دقا على باب المسكن خلال النهار فهذا يعني قدوم شخص للزيارة لغرض ما نعتاده. أما إذا سمعنا الدق على الباب ليلا فإن هذا يعني مجيء شخص غريب مما يثير الخوف في قلوبنا، (…) ومن هذا القبيل إذا سمعنا صوت امرأة تزغرد دل ذلك على الابتهاج لحادث مفرح، وإذا سمعنا صوت آخرى تصرخ دل هذا على الجزع لحادث مؤلم، وإذا كان لكل نداء معنى، ولكل صيحة غرض، فإننا نصيح في وجه من لا نحب أو من لا نحترمه، ونغض أو نهمس في وجه من نحب أو نحترم[16].
انطلاقا مما سبق؛ نستشف أن التواصل ضروري في حياة الفرد والجماعات، لأن له أهمية بمكان في حياتنا، ومن الصعوبة بمكان نبذه ذلك ما يحدث –التواصل- على أي نحو من الأنحاء السالفة الذكر، أو غيرها إلا إذا كان نحوا مشتركا بين المرسل والقابض، أي المتكلم والسامع، والكاتب والقارئ، والعازف والمستمع، وفي التحاور المباشر بالكلام أيضا يجب أن تكون لغة مستعملة بين المخاطب والمخاطب. وهذه المشاركة تقع في مستويات ثلاثة أخرى، هي الكتابة، ثم القراءة، والفهم.
وقد تبث أن عامل الشخصية يؤثر في سير الحياة السياسية وغيرها، ويقلب كثيرا من الأوراق في البلدان المتقدمة نفسها إذ يتفوق على جوانب أخرى ويتصدرها. ونقصد بالشخصية قدرة الإنسان على التأقلم والتكيف مع محيطه، وامتلاكه فن التحاور وبراعته في استخدام آليات التأثير، والإقناع، والظهور بالمظهر الجيد الذي لا يثير اشمئزاز الناس ونفورهم.
وعليه؛ آن الأوان أن نهتم بعنصر التواصل لأهميته القصوى في حياتنا الخاصة والعملية، وذلك للوصول إلى شاطئ النجاة، وأعلى المدارج، وتحقيق مجموعة من الأهداف المنشودة[17].
لائحة الصادر و المراجع :
– أحمد ماهر، كيف ترفع مهارتك الإدارية في الاتصال، مرجع سابق، ص: 109.
– فاطمة الطبال بركة، النظرية الألسنية عند رومان جاكبسون، ب.ط، ب.ت، ص:40.
– محمد موسى أمين، الاتصال غير اللفظي، ب.ط، ب.ت، ص2.
[1]– بيرنت روين، الاتصالات والسلوك الإنساني، دار العودة بيروت، ب.ط، ب.ت، ص:188.
– محمد موسى الأمين، الاتصال غير اللفظي، مرجع سابق، ص: 2.
– محمد موسى الأمين، الاتصال غير اللفظي، مرجع سابق، ص:24.
– كريم زكي حسام الدين، الإشارات الجسمية، دراسة لغوية لظاهرة استعمال أعضاء الجسم في التواصل، شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع، ب.ط، 2005، ص:8.
– أحمد ماهر، كيف ترفع مهاراتك الإدارية في الاتصال، نشر وتوزيع مكتبة دار السلام، ب.ط، ب.ت، ص:147.
– محمد موسى الأمين، الاتصال غير اللفظي، مرجع سابق، ص:148.
– أحمد ماهر، كيف ترفع مهاراتك الإدارية في الاتصال، مرجع سابق، ص:147.
– بيرنت روبن، الاتصالات والسلوك الانساني، ب.ط، ب.ت، ص:204.
[1] – أحمد ماهر، كيف ترفع مهاراتك الإدارية في الاتصال، مرجع سابق، ص: 148.
– كريم حسام الدين زكي، الإشارات الجسمية، دراسة لغوية لظاهرة استعمال أعضاء الجسم في التواصل، مرجع سابق، ص: 143.
– Devito, les fondements de la communication humaine ,p :115.
– كريم حسام الدين، الدلالة الصوتية، مرجع سابق، ص :11.
– إدريس الذهبي، التواصل وفضاءاته، مقاربات للنشر والصناعات الثقافية، المملكة المغربية، ط1، 2016، ص : 5-64.
[1] – أحمد ماهر، كيف ترفع مهارتك الإدارية في الاتصال، مرجع سابق، ص: 109.
[2] – فاطمة الطبال بركة، النظرية الألسنية عند رومان جاكبسون، ب.ط، ب.ت، ص:40.
[3] – محمد موسى أمين، الاتصال غير اللفظي، ب.ط، ب.ت، ص2.
[4] – برنت روبن، الاتصالات والسلوك الإنساني، ب.ط، ب.ت، ص : 178.
[5] – بيرنت روين، الاتصالات والسلوك الإنساني، دار العودة بيروت، ب.ط، ب.ت، ص:188.
[6] – محمد موسى الأمين، الاتصال غير اللفظي، مرجع سابق، ص: 2.
[7] – محمد موسى الأمين، الاتصال غير اللفظي، مرجع سابق، ص:24.
[8] – كريم زكي حسام الدين، الإشارات الجسمية، دراسة لغوية لظاهرة استعمال أعضاء الجسم في التواصل، شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع، ب.ط، 2005، ص:8.
[9] – أحمد ماهر، كيف ترفع مهاراتك الإدارية في الاتصال، نشر وتوزيع مكتبة دار السلام، ب.ط، ب.ت، ص:147.
[10] – محمد موسى الأمين، الاتصال غير اللفظي، مرجع سابق، ص:148.
[11] – أحمد ماهر، كيف ترفع مهاراتك الإدارية في الاتصال، مرجع سابق، ص:147.
[12] – بيرنت روبن، الاتصالات والسلوك الانساني، ب.ط، ب.ت، ص:204.
[13] – أحمد ماهر، كيف ترفع مهاراتك الإدارية في الاتصال، مرجع سابق، ص: 148.
[14] – كريم حسام الدين زكي، الإشارات الجسمية، دراسة لغوية لظاهرة استعمال أعضاء الجسم في التواصل، مرجع سابق، ص: 143.
[15] – Devito, les fondements de la communication humaine ,p :115.
[16] – كريم حسام الدين، الدلالة الصوتية، مرجع سابق، ص :11.
[17] – إدريس الذهبي، التواصل وفضاءاته، مقاربات للنشر والصناعات الثقافية، المملكة المغربية، ط1، 2016، ص : 5-64.
عبور ثقافية جامعة