المركز الأكاديمي للدراسات الثقافية والأبحاث التربوية يقارب في مؤتمره السنوي الرابع قضايا التدبير والتدريس في ضوء التحولات المعرفية الراهنة خلال أبريل المقبل

عن رئيس المكتب التنفيذي للمركز فضيلة الدكتور مصطفى شميعة

أرضية المؤتمر

تعرف المنظومة التربوية بالمغرب حاليا سيرورة إصلاحية مهمة تجندت لها الوزارة الوصية ومعها الفعاليات العلمية والأكاديمية، بترسانة من المقررات والدلائل والتوجيهات والمفاهيم التي تروم التصحيح والتحديث ورسم خارطة طريق من شأنها أن تؤسس لوعي تربوي وبيداغوجي جديدين، ضمانا لحق أجيال

اليوم والغد في تعليم حداثي و متقدم . إن هدف إصلاح منظومة التربية والتكوين ليس خيارا استراتيجيا فحسب، بل هو جزء من مشروع نموذج تنموي جديد ورائد يسعى لتطوير المجتمع المغربي وفق التزامات أخلاقية واقتصادية وحضارية، فهو جزء من قاطرة تنموية جديدة أدركت أن لا سبيل للتقدم الحضاري دون تنمية حقيقة في الوعي التربوي والتعليمي، لذلك أقرت الوزارة الوصية بمشروع قانون إطار ملزم لمتابعة بنود الإصلاح، وتنزيل دعاماته ورسمت لذلك خارطة طريق ناظمة لايقاعه الزمني والسياقي، ومحددة في نفس الوقت الغايات المرجوة منه برؤية واضحة وبمنهجية محكمة، وبأرضية صلبة حددت المحاور الإصلاحية التي لا محيدة عنها للنهوض بالمدرسة المغربية.

إن هدف المؤتمر السنوي الرابع الذي ينظمه المركز الأكاديمي للدراسات الثقافية والأبحاث التربوية في موضوع ” مقاربات في التدبير والتدريس في ضوء التحولات المعرفية الراهنة ” – المفاهيم القضايا والمهارات هو الانخراط الإيجابي في هذا الورش الإصلاحي الكبير، من خلال التعبئة العلمية والتجاوب العملي مع محاور خطة الطريق، تدعيما لبنودها وترسيخا لرؤيتها التجديدية من زاوية المساهمة في الإجابة عن كل الأسئلة العالقة التي تحتاج للكثير من القراءات من لدن الأساتذة المختصين والأكاديميين وذوي الاختصاص، لذلك تنطلق أرضية المؤتمر من محورين رئيسين هما: محور التدبير ومحور التدريس باعتبارهما مدخلين هامين من المداخل الإشكالية في منظومتنا التربوية . لا شك أن إصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا يستدعي بالضرورة تجديد الرؤية التدبيرية بمؤسساتنا التعليمية، من خلال بناء وعي قيادي جديد متشبع بمفاهيم القيادة التشاركية المنتجة، ومتشرب بمفاهيم الحكامة وبمقتضياتها وأصولها المعرفية والإجرائية، كما يستلزم الإصلاح أيضا، تجديد أسئلة التدبير بتكوين قيادات تربوية لها خطط ومشاريع متجددة، وبرؤى واضحة وخطط عملية تقدم الحصيلة السنوية، والنتائج الإيجابية القابلة للمقايسة البيداغوجية، من منزع مقاولاتي يحقق الأهداف و ينسجم مع المداخل المسطرة. إن السعي الحثيث لإصلاح منظومة التربية والتكوين وبلا شك يستدعي أيضا وجود أطر للتدريس منفتحة على تحولات العصر المعرفية والتكنولوجية، ومستوعبة لمناهج التدريس الحديثة والمقاربات الديدكتيكية الجديدة، مدركة لأصولها النظرية والمعرفية، وكيفيات اشتغالها داخل الفصول الدراسية، وهذا طبعا لن يكون إلا بتجديد معارف أطر التدريس خاصة في ظل سياق بيداغوجي ومعرفي دولي يتسم بالتجديد الآني للمعارف والمدارك، ويستحضر بالضرورة المستقبل القادم للبشرية، والتحديات المنتظرة خاصة مع تقدم الذكاء الاصطناعي وهيمنة حضوره في كل المجالات.

إن غاية المؤتمر السنوي الرابع هو الانخراط في الأسئلة المعرفية الراهنة وإتاحة الفرصة للباحثين المختصين للإجابة عنها لمناقشة القضايا، وتوسيع الرؤية الإصلاحية، وتوضيح إجراءات تنزيلها داخل المدرسة المغربية.

عن عبد العزيز الطوالي

شاهد أيضاً

“من التربية بالسنيما إلى التربية على السنيما: قراءة في كتاب السنيماالمغربية وتخوم التربية”جميلة حمداوي/المغرب

إن إثارة القضايا الاجتماعية في الأعمال الأدبية من حين لآخر ضرورة حتمية لنفض الغبار على البنيات المجتمعية، إذ يتطلب الأمر تفكيك البنى النصية، واستقراء الثيمات العامة وطرحها على بساط البحث، لتناولها من مختلف المنظورات المعرفية المتباينة (سيميولوجيا، سوسيولوجيا، فلسفيا...) وذلك من أجل  التشخيص والمعالجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات