تمهيد :
إن الثابت عند الدكتور حسن المنيعي هو التحول من جنس أدبي إلى جنس آخر، وهذا يبدو من خلبال تتبع مساراته المعرفية على المستوى الأدبي، وهذا المسار جعله يتميز بدقة الاختصار على مستوى تناول الموضوع، وتحليل القضية الفنية على المستوى التاريخي والمنهجي.
- النقد المسرحي عند حسن المنيعي :
يعرف المسرح المغربي عند حسن المنيعي على أنه مسرح يتميز بالاهتمام بالموضوعات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تهم المجتمع المغربي، ويسعى أيضا إلى التعبير عن الواقع المعيش والمشاكل الاجتماعية بشكل واضح وجريء ويتميز المسرح المغربي عند د. حسن المنيعي بأسلوبه الفريد والمبتكر في استخدام اللغة العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية، وربطها بالثقافة والتراث المغربي، ويهدف المسرح المغربي عنده إلى تحقيق التغيير الاجتماعي والثقافي من خلال الفن وتعزيز الوعي الجماعي لدى المجتمع المغربي وتشجيعه على المشاركة الفعالة في حل المشاكل التي يواجهها، وتتميز مسرحياته بالتشويق والإثارة والتحليل العميق للواقع، وهذا ما جعله يحظى بشعبية واسعة داخل المغرب وخارجه.
بدأ المسرح بالطريقة ذاتها التي بدأ بها في الأقطار العربية الأخرى، فقد ولدت شرارته زيارات الفرق المسرحية العربية من مصر، كما أسهمت الفرق الأوروبية أيضا في بث فكرة المسرح ولو على نطاق ضيق في طائفة من المغاربة، مكنهم إلمامهم بالفرنسية من متابعة العروض الأجنبية، وقد كان الإلحاح في المسرحيات الأولى التي عرفها المغرب منصبا على اللغة العربية وسلامتها وضرورة النطق السليم بها على المسرح، فضل الفنانون المغاربة هذا كله على الإتقان في التمثيل، أو الإخراج، أو التأليف، فاللغة العربية اتخذت وسيلة لإيقاظ النيام، وتحدي المستعمر معا، ومن ثم عبرت المسرحيات الأولى التي عرفها المغرب عن الحنين إلى أمجاد الماضي والرغبة في إحيائها واسترداد فاعليتها([1]).
وكانت أول معرفة للمغرب عن طريق زيارة قامت بها فرقة تونسية، على رأسها الفنان محمد عزالدين للبلاد في عام 1923، وكانت الحركة المسرحية في تونس قد انبثقت وتطورت منذ الحقبة الأولى من القرن العشرين، بفضل زيارات قامت بها الفرق المصرية وأهمها فرقة قرداحي، التي أشعلت نور المسرح في تونس، وفرقة جورج أبيض في عشرينيات القرن التي وضعت الأساس العلمي الأول لفن المسرح في تونس، إذ قام جورج أبيض نفسه بتدريب طاقم مسرحي كامل على فنون الأداء المسرحي من طرف أستاذه الفرنسي الكبير سيلفيان.
ويذهب الدكتور حسن المنيعي في كتابه القيم : “أبحاث في المسرح المغربي” وهو يصف أثر زيارة الفرقة التونسية للمغرب، إن هذه الزيارة قد اكتسبت أهمية كبرى بالنسبة للحركة المسرحية في المغرب، إذ إن حضورها قد أفسح الطريق أمام العاملين في المسرح ووفر لهم إمكانات الإبداع، وقد تهافت المغاربة على عروض الفرقة تهافتا شديدا، وكان بينهم العلماء والأعيان، ورجال الفكر والأدب، مما حفز الفرقة إلى أن تقوم بجولة طويلة عبر المدن ملبية دعوات كثيرة تدفقت عليها من أنحاء المغرب المختلفة”([2]).
وقد حفر نجاح هذه الفرقة التونسية فرقا مسرحية أخرى، ويروي الدكتور المنيعي نقلا عن محاضرة للأستاذ عبد الله شقرون أن فرقة أخرى اسمها الفرقة المختلطة زارت المغرب عام 1924 بتعاقد مع بلدية فاس، مسرحيات صلاح الدين الأيوبي”، و”روميو وجولييت” لشكسبير و الطبيب رغم أنفه” لموليير، ويبدو أن هذه الفرقة تفرقت في المغرب وظل بعض أفرادها في مراكش، وتكونت فرقة هزلية من المغاربة على رأسها أحد أعضاء الفرقة الزائرة وهو : حسن البنان، وظلت هذه الفرقة الوليدة تعمل في جنان الحارثي.
وعليه؛ انطلقت شرارة المسرح في المغرب، فتلقف نورها وحرارتها الشباب الهواة وتكونت أول فرقة مسرحية مغربية بمدينة فاس، عام 1924 من طلبة المدارس الثانوية يساندهم بعض العرب المشارقة الذين استوطنوا العاصمة وبينهم رجل اسمه الخياط، كان يعمل موزعا للأفلام وسيدة تدعى منرفه صائغ، وكانت تعمل منتجة ومخرجة، وكانت هذه السيدة تدعو – من حين لآخر- بعض الممثلين الشباب المغاربة وتكلفهم إنتاج عروض مسرحية، كان بينها مسرحية كتبها محمد الزيزي بعنوان: “الأيدي المحترقة”، وقد اتفق عديد من الملاحظين على أن ثانوية المولى إدريس بفاس كانت أول قاعدة انطلقت منها التجربة المسرحية الأولى، فقد كان من دأب تلامذتها المشاركة في أعمال الفرق المسرحية الزائرة وكان خريجو المدرسة القدامى يعبرون عن رغبتهم في إيجاد مسرح مغربي، وقد ساعدتهم ثقافتهم المزدوجة وتمرسهم بالتقنيات المسرحية من خلال عملهم في الفرق الزائرة على بلوغ هدفهم([3]).
وهكذا تكون جوق التمثيل الفاسي من باقة شباب المدينة على رأسهم عبد الواحد الشاوي، الذي كان مؤلفا وممثلا ومخرجا في أن واحد، وتضمنت الفرقة أيضا الحاج محمد أبو عياد الذي اشتهر بالغناء وبأداء أدوار المرأة، وأحمد الحريشي الذي برع في أدوار الهزل وكانت الفرقة تقدم مسرحيات قبل إن بعضها كان من تأليف فنان مسرحي مغربي مجاهد اسمه القري الذي تحمل بسبب ممارسته لفنه ألوانا من العذاب، منها النفي والتعذيب، حتى أدى تعذيبه من قبل السلطات إلى موته في ظروف غامضة – فعرف من بعد باسم “دفين الصحراء”، وكان يوم وفاته حدادا وطنيا عاما، كان هذا الفنان المجاهد – فيما تروي بعض المصادر – يؤلف مسرحياته ويوقعها باسم الشاوي حتى يفلت من عقاب السلطة الاستعمارية، وبعد مدينة فاس وتجربتها الناجحة تعددت المحاولات في مدن المغرب الأخرى، فتكونت في الرباط جمعية “مدرسة العاصمة الرباطية، وفي عام 1927 أسس مصطفى الجزار فرقة بمراكش، وبعد ثلاث سنوات، أي في عام 1930 شاهدت مدينة سلا ميلاد جوق التمثيل الذي قدم مسرحية “ملك” وشعب” ثم “الرشيد والبرامكة”.
وامتدت الحركة المسرحية إلى مدينة طنجة، وإن كان بعض الرواة يرى أن طنجة قد سبقت ثانوية المولى إدريس بفاس في إنشاء الفرق المسرحية، وقد عرفت مدينة طنجة نشاطا مسرحيا حقيقيا، يرجع إلى زيارات متعددة للمدينة قامت بها فرقة المغنية نادرة، وفرقة الريحاني، وبديعة مصابني، وفرقة رمسيس، وفرقة فاطمة رشدي عام 1932، وإلى جوار هذه الفرق العربية كان الإسبان يرسلون فرقهم المسرحية إلى طنجة، فأخذ شباب المدينة يتأملون أعمال فنانيها وينطبعون بها وقد أمدت إسبانيا هؤلاء الشباب بالتجهيزات المسرحية اللازمة، ومنحتهم تجربة خبراء إسبان في فن المسرح، كل هذا إلى جوار أن المدينة كانت تحتوي على مسرحا يحمل اسم الروائي الإسباني الخالد سيرفانتيس شيد عام 1912.
وفي طنجة ظهرت فرقة جمعية “الهلال” التي أسسها أحمد ياسين عام 1923، وجعل لها فروعا ثقافية وترفيهية متعددة، ولقد استمر نضال هذه الفرقة إحدى عشرة سنة قدمت فيها مسرحيات من أمثال عطيل، وروميو وجولييت، وهارون الرشيد، ومجنون ليلى، وفي عام 1934 وضعت الشعبة الموسيقية من الفرقة نشيدا حماسيا كان الممثلون يتغنون به في أحياء المدينة، فألقت سلطات الاستعمار القبض عليهم وكان عقابهم النفي وما لبثت فرقة أخرى أن قامت بدلا منها هي فرقة شباب طنجة التي تكونت عام 1938([4]).
ويوجز الدكتور حسن المنيعي حديثه عن الفترة الممتدة ما بين 1923 و 1940 فيقول: ” إن هذه الفترة تعد انتصارا لفن الخشبة بالمغرب فقد هيأت الركيزة المناسبة لحركة مسرحية لاحقة كانت أنضج وأكثر تطورا”([5]).
بعد عام 1940 شهد المسرح المغربي ركودا عميقا كان مرده ظروف الحرب العالمية الثانية التي كانت قد أعلنت قبل ذلك بعام واحد فاستفحل أمر الرقابة وأعملت هذه أنيابها ومخالبها في كل طفرة كانت تبدو من قبل الشباب، فلما وضعت الحرب أوزارها أخذت الفرق المسرحية تظهر من جديد في المغرب، ففي الرباط قام فريق من تلامذة الثانويات بتقديم عروض مسرحية كان بينها إسلام عمرو الفقيه القباني مقتبسة من موليير وقد تمخضت هذه الحركة عن فرقة مسرحية اسمها : فرقة الأحرار، وفي فاس قام التلامذة أيضا بتأسيس فرقة “النجم المغربي للتمثيل العربي”، وقدمت مسرحيات بينها “هارون الرشيد” و “مولاي إدريس الأكبر” و” الذئب الأغبر”.
ثم أخذ الشباب المغربي يعرفون طريقهم إلى فن المسرح مؤلفين ومخرجين وممثلين وظهرت فرق أخرى مثل جمعية الطالب المغربي التي عرفت بمسرحيتها “لولا الفقراء لضاع العلم”، ثم جمعية إخوان الفن التي احتضنت فنان المسرح المعروف أحمد الطيب العلج، والتي أنتجت مسرحية الوزير والفنان فصادرتها الرقابة لما تضمنته من انتقاد لاذع للصدر الأعظم.
وأهل عام 1950 فشهد المسرح المغربي مزيدا من النضج الفني وتعددت الفرق المسرحية فكان هناك فرقة “أطلس” و “الستار الذهبي”، وانضمت إليها مجموعة شباب الفن التي قدمت أول مسرحية مكتوبة بالدارجة المغربية للفنان أحمد الطيب العلج، وكان هذا النتاج في الوقت ذاته أول أعمال ذلك الفنان الذي تطور كثيرا، وأثر فيما بعد في مجرى الفن المسرحي في المغرب. أما اسم مسرحيته الأولى هذه فهو: “عمي صالح” وكانت الفرقة قبل هذا قد قدمت مسرحية بين نارين بلغة مزدوجة الشباب فيها ينطقون بالفصحى والأكبر سنا يلتزمون اللسان الدارج([6]).
لقد قامت إدارة الشبيبة بعد الاستقلال باستحداث فرع خاص بالمسرح أسمته مركز الفن المسرحي الوطني واستنت قانونا يهدف إلى إقامة مراكز تدريب على الصعيد الوطني وانتدبت مدربين للإقامة في هذا المركز وقررت إقامة مهرجان سنوي للهواة كما أقيم مركز مماثل في الدار البيضاء، ورغم العقبات ونقاط الضعف الكثيرة التي شابت نشاط هواة المسرح في المغرب فقد قدم مسرح الهواة خدمات جليلة لفن الخشبة علاوة على أنه كان دوما مسرحا نضاليا، وقد ظهرت قيمته في عروض المهرجانين العاشر والثاني عشر.
ويذكر الدكتور المنيعي في كتابه السالف الذكر أسماء أخرى من الهواة البارزين الذين أثروا المسرح المغربي بنتاجهم ومنهم عبد القادر البدوي الذي وقع في غرام فن المسرح وأتيحت له فرصة مزاولته عام 1948 وهو بعد في المدرسة، وتردد على فرق الدار البيضاء عاملا بها، ثم كون عام 1955 فرقة من العمال اسمها: “العهد” “الجديد” ، ثم دعي الحضور التدريبات التعليمية في فن المسرح في المغرب وفي أفينيون بفرنسا، ومثل بلاده من بعد في المهرجان المسرحي الذي أقيم ببلجيكا عام 1958، ومن ثم استقال البدوي من عمله بشركة التبغ وتفرغ نهائيا للمسرح حيث كان يعمل مؤلفا ومخرجا وممثلا في أن واحد. وتجاوز إنتاجه المسرحي الثلاثين مسرحية قدمها بانتظام في المغرب والجزائر، وسعى دائما إلى توسيع رقعة المتفرجين لتشمل العمال والطلاب والموظفين عن طريق معالجة موضوعات تهمهم وتسليهم. ومن بين مسرحياته “غينا” التي يدور الصراع فيها حول الموقف من القضية الوطنية، فثمة فتاة اسمها غيتا يحبها الشاب صدقي غير أن أباها خائن سبق له التعامل مع الاستعمار، ولكي يدرأ عن نفسه الشبهات اشترى ذمة موظف مسؤول عمل على تبرئته من التهمة الشنعاء ولكنه اشترط أن يتزوج غيتا في مقابل جهوده. وهكذا فرق المجتمع بين المتحابين وأدان المؤلف المجتمع لما يسمح به من تجاوزات خطيرة كهذه.
وأخرج البدوي أيضا مسرحيات أخرى مثل: صالحة أو دار الكرم، و “المعلم زعبول” و “الساحرة”، و”في انتظار القطار”، التي استقى موضوعها الرئيسي من مسرحية للكاتب المسرحي والقصصي المصري المعروف فتحي رضوان، وعنوان المسرحية المصرية هو الجلاد والمحكوم عليه، وفيها يجعل البدوي الجلاد إنسانا قلقا يدور بينه وبين نفسه صراع داخلي حول عدالة الحكم الذي هو موشك على تنفيذه بينما نرى المحكوم عليه هادنا هدوءا يثير الأعصاب، ونكتشف السر حين تعلم أن المحكوم عليه قد أثر في الجلاد وجعله يعتنق مذهبه السياسي([7]).
يقف في موقع القيادة من الفن المسرحي الاحترافي في المغرب، فنانان مرموقان هما أحمد الطيب العلج والطيب الصديقي، وقد عملا مستقلين في أغلب الأحيان وتعاونا حينا في سبيل مجد المسرح المغربي. وكانت وزارة الشبيبة والرياضة قد أنشأت في عام 1956 معهدين مسرحيين أولهما في الرباط وثانيهما في الدار البيضاء، ثم تكونت فرقة المسرح المغربي من ممثلين سبق لهم المشاركة في التدريبات التي قدمتها الدولة لطلاب المسرح، وقد قامت هذه الفرقة بجولات عام 1956 في أنحاء العالم، وشاركت في عروض مسرح الأمم بباريس وفازت بالجائزة الثانية، على أن هذه الفرقة ما لبثت أن انهارت حين رفضت السلطات المطالب التي تقدم بها أفرادها بإنشاء نقابة تحمي مصالحهم. فقد فضل قسم من هذه الفرقة البقاء تحت لوائها، بينما انطوى فريق ثان تحت قيادة الطيب الصديقي الذي التحق وفريقه بالاتحاد المغربي للشغل وأسس فرقة المسرح العمالي.
وعليه؛ فقد كان بالمغرب عام 1957 : فرقتان فرقة المسرح المغربي وفرقة المسرح العمالي، وحاولت السلطات تلافي ضرر هذه التفرقة فأنشأت مركز الفن المسرحي عام 1959، الذي تمخض عن فريق مسرحي استطاع أن يقطع 60 ألف كيلو متر من أرض المغرب في جولاته، وأن يقدم ثلاثين مسرحية لقاء أجر زهيد للمقعد المسرحي، على أن المدرسة التابعة للمركز ما لبثت أن أغلقت في عام 1962 ، وقد ساعد هذا الفريق فيما بعد على تكوين الفرقة الوطنية التي برز من بين صفوفها أحمد الطيب العلج ، وقد قدمت هذه الفرقة كثيرا من المقتبسات وعرفت الجمهور المغربي بكتاب مسرحيين مرموقين من أمثال بن جونسون فولبوني وشكسبير وهاملت ويوليوس قيصر، وموليير الثري النبيل وسوفوكليس أوديب، ودينار الوارث، وغيرهم، بالإضافة إلى كتاب عرب مثل توفيق الحكيم والشابي، أما دور أحمد الطيب العلج في هذه الفرقة فقد كان يتلخص في إمدادها بالنصوص الموضوعة أو الممغربة([8]).
وقد تعرض الدكتور المنيعي لبعض مسرحيات العلج مثل “حارة و اليانصيب”، و عمى الزلط”، و”البلغة المسحورة”، وهو يصف طريقة العلج في الكتابة بأنها تقوم على تعرية المجتمع، وكشف أمراضه، وأنها تزاوج في المسرحية الواحدة بين الواقعية وما يسميه المنيعي الخيالية، لعله يقصد الفنتازيا – ثم يضيف أن العلج بفضل إنتاجه المتعدد هذا يعتبر المؤلف الشعبي الوحيد الذي عرف كيف يخلق مسرحا مغربيا أصيلا عن طريق ترويضه للنص، ثم يعود المنيعي إلى الحديث عن أحمد الطيب العلج في مكان آخر من كتابه ليصنفه تحت عنوان: “التجديد في الكتابة المسرحية بالمغرب، وهنا يوضح أن العلج قد تطور بكتاباته مبتعدا عن التهريج والمواقف التافهة وأخذ يختار موضوعات جريئة يذكر منها مسرحية “السعد”، التي قدمتها إحدى الفرق السورية، وتدور حول شخصية عصفور الذي يكابد آلام الوجود ويسعى إلى الخلاص غير أن كبرياء زوجته وشره خصومه، يجبرانه على استخدام الشعوذة حتى في حضرة الحاكم وذلك كي ينتصر على خصومه وأخيرا يرفع القناع عن وجهه ويقول الحقيقة التي تسلمه إلى الجلاد.
ويمضي د. حسن المنيعي فيقول؛ إنه رغم وجود فجوات في المسرحية ورغم أن نفرا من النقاد قد اعتبروا الحدث الرئيسي في المسرحية هو لغتها المغربية الدراجة، التي طوعها العلج لخدمة مسرحيته، وأن من يغادر قاعة المسرح بعد الفصل الأول لا يفقد شيئا لأن المسرحية خطبة طويلة ضد الكسل والكسالى، رغم هذا كله فإن المنيعي يرى فيها محاسن معينة منها فكاهة الموقف المقلوب، إذ تعمل النساء في المسرحية في سبيل العيش ويكسل الرجال، ومنها الموضوعات الجانبية التي تطرحها المسرحية مثل نفاق حارس المسجد وذكاء لاعب الشطرنج، الذي يدير حملة نفسية ضد خصمه ليكسب منه الدور ومنها غش طبقة غنية محظوظة لمجموعة محتاجة ورافضة للعمل([9])…
هذه تجربة فريدة للراحل الدكتور حسن المنيعي أحد مؤسسي الدرس الجامعي المسرحي بالجامعة المغربي، وقد ترك عدة كتب ودراسات متميزة حيال المسرح، الرواية، والترجمة.
لائحة المصادر والمراجع :
- علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، عالم المعرفة، صدرت السلسلة في يناير ( 1978) بإشراف أحمد مشاري العدواني 1923-1990، الطبعة الثانية، ص : 467.
- حسن المنيعي : أبحاث في المسرح المغربي، منشورات الزمن، الطبعة الثانية، الدار البيضاء 2001، ص : 60.
- علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، ص : 489.
- علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، صص: 469-470.
- حسن المنيعي : أبحاث في المسرح المغربي، مرجع سابق، ص : 11.
- علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، ص : 471.
- علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، صص: 473-475.
- علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، صص: 476-477.
- علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، صص: 478-479.
([1]) – علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، عالم المعرفة، صدرت السلسلة في يناير ( 1978) بإشراف أحمد مشاري العدواني 1923-1990، الطبعة الثانية، ص : 467.
([2]) – حسن المنيعي : أبحاث في المسرح المغربي، منشورات الزمن، الطبعة الثانية، الدار البيضاء 2001، ص : 60.
([3]) – علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، ص : 489.
([4]) – علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، صص: 469-470.
([5]) – حسن المنيعي : أبحاث في المسرح المغربي، مرجع سابق، ص : 11.
([6]) – علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، ص : 471.
([7]) – علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، صص: 473-475.
([8]) – علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، صص: 476-477.
([9]) – علي الراعي : المسرح في الوطن العربي، مرجع سابق، صص: 478-479.