الجدران الأربعة
ككلب الأسطورة تُحسن الرّصد
والصّدى في الذّهن يتردّد
حَجرٌ ..جُحرٌ
أحاول مدّ البصر فيرتدّ حسيرا
مُحاصرا
كأنّ الحياة تفتحُ المَنفى
أو تقتلُ الحركة
وأنا كالعنكبوت أوْ أوْهن من عنكبوت
لكنّي أجمّعُ أنفاسي
أستعدّ للمعركة
أعدُّ شبكة
أنسجُها منْ خيوط حُلم قديم
ألوّنُها بسهادي
أزرعُ في ذاكرتها رفيفَ فراشة
حقلًا يمتدّ على مدى الرّغبة
أزهارا بلوْن الطّيف
جنّة لا يُدركها الحِصار
تفتحُ منافذ الرّؤية على مدارات عجيبة
وأنا … تلك الفراشة
مُنذ الأزل مُولعة بالورد
بالعَبق .. بالقطْف
بالسّير
أسيرُ علَى حوافّ الدّهشة
ومُهجتِي تتقصّى أثري
أصابعي تلثمُ وريدَ الثّرى
تلتقطُ الأصوات المُوغلة في الأثير
في الخضمّ أراني ..ألتقط صورة للذّكرى
للضّوء يخترقُ الجدران
يمخرُ كلّ الزّوايا
يعكسُ لهفتِي
أنجلي ضمن الغيوم طائرة ورقيّة
تراقصُ كلّ المرايا
في خفقة البهجة تتشكّل شبكتي
أتجاوز الحَجر
أُغادرُ الجُحر
تشدّ الحياة على يدي
معًا نلجُ عالما شفّافا
مفاتيحه بيد رحيم ..قوي
28 / 4 / 2020