شعرية العبث في ديوان” أقبض على الريح”

أحمد الشيخاوي| المغرب


من خلال هذه المجموعة الشعرية الثانية، والتي انتقى لها صاحبها وسوم: أقبض على الريح، بعد الباكورة: رعشة الولادة، يبدو الشاعر المغربي أحمد شيكر، متصالحا أكثر مع ذاته، متجاوبا مع إيقاعات الوجود الذي يحاول تجاوزه الكائن بأخطائه واندحاراته وهزائمه.

فعلى الرغم من كون المتون والحمولات تتدفق بفولكلورية كاملة وموجعة في الاحتفاء بعبثية هوياتية أبشع ما تفيده صورالإحباط التام والتشظي الأنوي الصارخ، إلاّ أن طغيان أسلوبية الانتصار للإنسانية والحياة، تظل محافظة على المسافة بين هذه الذات المتشظية وحجم سؤال الهوية بشتى تلاوينه وجمّ أضربه وأقصى درجات شكه وأرقه.


بالشيء وأضداده يوقّع شاعر تغالبه أنغام الحياة وخفيض نبراتها، في قلب العتمة وتقنّع الألسن والعقائد والأيديولوجيات، ويبصم نظير هذه الأضمومة المتصادية مع عوالم موازية للحِلمية بل ومتخطية لحدودها في كثير من المحطات والأحيان.


يقول:


{الصمت يصرخ في وجه الصمت
الكلام للكلام عدو
والوقت كاللاوقت كلاهما ينظر للآخر في المرآة
من يقول للأخر
كش ملك}.
فالصمت يواري منظومة ما قد يكابده الكائن من سلبية
ونقصان، ونلفيه يجسّد لغة الكمال.

إنها شعرية عقّ الأنساق والزمكانية والنصو المقيّدة لمجمل هذه الخيارات أو الرهانات، رهانات مجابهة راهن الإسمنتية والتخشب واغتيال مشاتل الجمال والنبل في الكائن.


من هنا تجليات تلكم التيمة في توغلاتها وتعمقها وكيف أنها تحاول أن تحاصر بعصارة الرؤى التي يولّدها الهشّ والطافي، من أجل استبصار عالم العبثية، لكن… على نحو يحتفي أكثر بالحياة والتصالحات على تنوّعها واتساع أبعادها، حدّ القداسة والتمجيد.


يقول أيضا:
{ وجهك يشبهك
لا زال كما كان البارحة
و قبل البارحة….
و إلى الأبد.}.

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

في سردية تُمنطقُ محطّات الحياة

أحمد الشيخاوي لعل الملفت للاهتمام في هذا العمل السردي القيم للأديب المغربي لحسن ملواني، هو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات