أحمد الشيكر| المغرب
ما الوطن؟
استوقفني فضولي كمن شده مشهد مروع.
أُجول ببصري
في أوطان العالم مصففة على طاولة بائع الجرائد.
نقرني صوت من حيث لا أدرى
أي الأوطان تحبُ أن تشتري؟
إلهي…
منذ متى أصبحت الأوطان تباع وتشترى كحلوى الأطفال ملفوفة في ورق؟
نهضت من دهشتي
أنسج من رُؤْيَايَ وطنا على جناحي حمامة.
كما نسجته أمي من عرقها المبارك رداءا يقينا حرّ الجوع.
أو…
كما كان والدي ينسجهُ ليلا على وسادته ليضمنا إلى صدره خوفا من لفحات الزمن.
بعيني أمي وأبي
رأيت الوطن.
ومراكبي لم ترْسُ بعد.
حفظت ملامحه على خطوط كفي
كما حفظتُ في المدارس أشياء عن ظهر قلب ولم أفهمها بعد.
ما معنى الوطن أيها الطائر المهاجر غربا وشرقا
أرُقعة في أرض الله؟
أرسمٌ على ورق يزين حائطا أكلته البرودة؟
أم نشيد رددناه وأعيُننا شاخصة إلى السماء نقول صباح الخير يا وطن؟
ولو بنفس التحية
لم يردّ الوطن قط.
أيها الغريب المكبل بالحنين
أيكون الوطن أدفأ من حِجْر أمي؟
أمي…
هل الوطن أبكم أم هو منشغل بما هو أهم من أنيننا
أيحرُسنا ليلا كما كان والدي
أيطعمنا إن جُعنا
أيكفكف دموعنا إن بَكينا
أيحضُننا إن تكالبت علينا الصروف والنوائب..؟
مات أبي
يا أمي
ولم يأت الوطن لتقديم العزاء.
أيجهل عنوان خيمتنا أم ليس لنا في قلبه نبض..؟
ألسنا أبناءه البررة كما قرأنا في كتب التربية؟
ما الوطن إذن أيها العابر إلى منفاك؟
ما الوطن إذن أيها القادم من رحم الحياة؟