حاوره محمد سمير
عصام سامي ناجي شاعر متميز، وجسور، ومدهش ، يمتلك أدواته ، ويكتب بحرفية شديد قادر علي صنع صور شعرية تعلق بالذاكرة ، له حضور طاغي في الصحافة العربية وبعض الدوريات الدولية ، درس التاريخ في جامعة عين شمس بالقاهرة
صدر له العديد من الكتب في مجال الشعر …. إلتقيناه وكان هذا الحوار
• حدثنا عن بدايتك في مجال الكتابة
لا أخفيك سرا أنني كنت في بداية حياتي شغوفا بكرة القدم ، ولكن سرعان ما جذبني عالم الكتابة ، وكانت البداية في مجال القصة القصيرة،و التي مازلت
أكتبها علي إستحياء ، ثم إتجهت إلي الشعر وكان هذا الإتجاه نتيجة بعض
التجارب الذاتية التي كان لها تأثيرا كبيرا علي نفسي ،وأيضا نتاج حالة الأمة وما تعانيه من هزائم وانتصارات ،
• ما هو تقيمك للحياة الأدبية في مصر والعالم العربي؟
هذا السؤال يُطرح كثيرا والإجابة لا تتغير لان الوسط الأدبي في العالم
العربي يعاني من مشكلات جمة ، والأصوات الجيدة في معظم الأحيان
لا تجد مكانا نتيجة سيطرة أشخاص بأعينهم علي المؤسسات الثقافية
الرسمية ، وهؤلاء حولوا تلك المؤسسات إلي ملكية خاصة بهم وبذويهم
ومن يدور في فلكهم..ولكن بالرغم من هذا هناك أصوات قوية إستطاعت
أن تصنع حالة من الدهشة لدي المتلقي
* هل كان لدراستك التاريخ تأثيرا علي مشروعك الشعري؟
نعم فانا أتخذ من بعض أحداث التاريخ عمودا فقري لبعض نصوصي
وكذلك أتكئ في نصوص أخرى علي الكثير من الشخصيات التاريخية
سواء من كان لهم دورا بطولي أو أولائك الذين لعبوا أدوار سلبية وكانوا
مثال للسوء والخيانة ، فالتاريخ فيه العبرة والدرس ويختصر الكثير من العبارات
• هل هناك من تأثيرت بهم من الشعراء السابقين؟
بشكل مباشر لا يوجد ، ولكن أنا أقرأ للجميع ، فقد عشت مع أبو العلاء
المعري في عزلته ، وأقتحمت عالم المتنبي ، وحلقت مع أبو القاسم الشابي
في سماء الحرية ، وعزفت مع نزار علي وتر الرومانسية والمأسي العربية
،و شكوت مع عبد الله البردوني دمعروبة اليوم إلي أبو تمام ، وأخذني الحنين مع محمود درويش إلي خبز أمي ..باختصار عشت أفراح وأتراح شعراء كثر كان لهم دوراكبيرا في الحياة ، وهذا طبعا جعلني مُلم بتجارب كثيرة
* قضية الحرية تحتل مساحة كبيرة في شعرك .
هذا صحيح لأنه لا قيمة للحياة بدون الحرية ، ولذلك أنا معني بدرجة كبيرة
بالدفاع عن حرية الإنسان حتى وأن كنت أختلف مع ذلك الإنسان في الأفكار
التي يتبناها ، لقد خلقنا الله أحرار فبأي مبرر وتحت أي بند يستعبدنا البعض
و يسلب حريتنا ، في الكثير من نصوصي ستجد أن الحرية قضية أساسية
بل أنها حاضرة في حياتي نتيجة ما تمر به الأقطار العربية
إلي أي مدرسة شعرية ينتمي شعرك
التصنيف لا يعنيني كثيرا .. ولكن أنا من أنصار السهل الممتنع ، فمثلا
لدينا نزار قباني الذي حقق شهرة كبيرة، ومازال شعره يقرأ حتي الآن
وهذا يرجع إلي البساطة والعمق في أشعاره ، وعلي النقيض لدينا محمد
عفيفي مطر الذي بالغ في فلسفته التي تزخر بها قصائده فلم يحقق انتشارا
جماهيريا بل أصبح معروف علي مستوي النخب وعددها بلا شك قليل
هل للقراءة دور في تطوير المنجز الشعري للشاعر؟
* طبعا فالقراءة تعطي الشاعر مخزون ثقافي وأيضا تغذي قاموسه اللغوي
بالمفردات التي تسعفه أثناء الكتابة ناهيك عن إلمام الشاعر نتيجة القراءة
بتجارب كثيرة ، ولكن علي المستوي الشخصي أنا لا أقرأ كثيرا لأني عندما
أهم بالقراءة أصفي ذهني حتي أستفيد مما أقرأ ، وهذه الفترة لم تترك لنا أي مساحة للصفاء
* هل أنصفك النقاد ؟
الحركة النقدية أصابها ما أصاب الحركة الأدبية من عطب وتدهور
ولكن مازال هناك نقاد ينحزون للإبداع المتميز و إن كان عددهم قليل
، علي مستوي مشروعي الشعري ألتفت بعض النقاد إليه ، وتعرضوا
له بالدراسة والتحليل ، وهذا الأمر طبعا أثرى تجربتي الشعرية
وساهم في تطور منجزي الأدبي
*هل تواجه مشكلة في النشر؟
ليس بشكل كبير ، ولكن الكثير من الكتاب وخصوصا الشباب منهم
يواجهون تلك المشكلة ، وذلك لأن كل المؤسسات العاملة في مجال
النشر تسعى للربح -والربح فقط – وبالتالي لا تنشر إلا للكتاب الكبار
والمعروفين أما الكتاب المغمورين لا يلتفت لهم أحد ، وإذا أردنا الحديث
عن المؤسسات الرسمية فحدث و لا حرج لابد لمن يتقدم للنشر فيها من وجود
(وسطه) حتي يتمكن من ذلك
ما هي مشاريع المستقبلية
لدي عدة مجاميع شعرية وكتاب في النقد وأخر في الأدب الساخر ، ومجموعة
قصصية وسأقوم أن شاء الله بنشروهم الفترة المقبلة،