أَتَى اللَّيْلُ بِهُدُوئِهِ الْمُعْتَادِ..
اَلظَّلَامُ يُخَيِّمُ عَلَى أَحْلَامِيَ الْبَعِيدَةِ عَنِ النَّوْمِ.
يَرْتَفِعُ ضَجِيجُ عَقْرَبِ السَّاعَةِ مَعَ كُلِّ دَقَّةٍ تُعْلِنُ عَنْ وُجُودِهَا، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ إِلَّا لَحَظَاتٌ أَثْقَلُ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ الطَّوِيلَةِ…
هَلْ سَمِعْتَ طَرْقاً مِنْ حِينٍ إِلَى حِين؟
هَلْ أَصْبَحَتْ دَقَّاتُ عَقْرَبِ الثَّوَانِي كَأَنَّهَا قِطَارٌ يَمْشِي عَلَى قَضِيبٍ مُتَآكِلٍ؟ لَا شَيْءَ سِوَى هَاجِسِ الطَّرْقِ وَصَفِيرٍ وَطَنِينٍ!!
هَوَاجِسُ مَا بَيْنَ وَبَيْنَ. يُحَاصِرُنِي الضَّجِيجُ الَّذِي يَحْمِلُنِي دُونَ أَنْ يُفْصِحَ بِهِ لِسَانِي.
اَلْفَوْضَى تَعُمُّ…
كَصَدَى الطَّرْقٍ في الطُّرُقَاتِ
كَالْفَرَاغِ الْعَالِقِ فِي الْأَرْكَانِ…
إِنَّهُ الاِنْتِظَارُ يَا عَزِيزِي. اَلاِنْتِظَارُ…
وَهَكَذَا أَخْشَى الْعَتْمَ الصَّارِخَ فِي أَرْجَاءِ رُوحِي..!
