“فِي انتِظَارِ البَـرَابِرَة” ترجمة رفعت ســلَّام

فِي انتِظَارِ البَـرَابِرَة / لسطنطين كفافيس

مَا الَّذِي نَنْتَظِر، وَنَحْن مُحْتَشِدُون فِي السَّاحَةِ العَامَّة؟

مِن المُنْتَظَرِ وُصُولُ البَرَابِرَةِ اليَوم.

لِمَ لاَ يَحْدُثُ أيُّ شَيءٍ فِي مَجْلِسِ الشُّيُوخ؟

لِمَاذَا يَجْلِسُ الشُّيُوخُ هُنَاكَ دُونَ سَنٍّ لِلْقَوَانِين؟

لأنَّ البَرَابِرَةَ سَيَأتُونَ اليَوم.

فَأيَّة قَوَانِينَ يَسُنُّهَا الشُّيُوخُ الآن؟

فَعِنْدَمَا يَصِلُ البَرَابِرَةُ، سَيَتَوَلُّون سَنَّ القَوَانِين.

لمَاذَا يَنْهَضُ امْبِرَاطُورُنَـا مُبَكِّرًا هَكَذَا؟

وَلِمَاذَا يَجْلِسُ عِنْدَ البَوَّابَةِ الرَّئِيسِيَّةِ لِلْمَدِينَة،

عَلَى العَرْشِ، فِي أُبَّهَةٍ، وَهوَ يَلْبَسُ التَّاج؟

لأنَّ البَرَابِرَةَ سَيَأتُونَ الْيَوم.

وَالإمبرَاطُورُ يَنْتَظِرُ لاسْتِقْبَالِ قَائِدِهِم،

بَل إنَّه أعَدَّ وَثِيقَةً لِيُقَدِّمَهَا لَه،

مَلِيئَةً بِالألقَابِ وَالأسْمَاءِ المهِيبَة.

لِمَاذَا يَجِيءُ قُنْصُلاَنَا وَقَاضِيَانَا اليَوم

وَهُم يَرْتَدُونَ ثِيَابَهُم المُطَرَّزَةَ، وَأرْدِيَتِهِم الرَّسْمِيَّةَ القُرمُزِيَّة؟

لِمَاذَا يَضَعُون القَلاَئِدَ المُطَعَّمَةَ بِالأحْجَارِ الكَرِيمَةِ الكَثِيرَة؟

وَالخَوَاتِمَ التِي تَتَلألأُ بِالزُّمُرُّدِ الرَّائِع؟

لِمَاذَا يَحْمِلُون العِصِيَّ الفَاتِنَة

المُطَعَّمَةَ- فِي جَمَال- بِالذَّهَبِ وَالفِضَّة ؟

لأنَّ البَرَابِرَةَ سَيَأتُون اليَوم.

وَمِثلُ هَذِه الأشْيَاءِ تُبْهِرُ البَرَابِرَة.

وَلِمَاذَا لاَ يَتَدَافَعُ خُطَبَاؤُنَا المُفَوَّهُون- كَمَا المُعْتَاد-

لِيُلْقُوا خُطَبَهُم، وَيَقُولُوا مَا يَنبَغِي عَلَيْهِم أن يَقُولُوه؟

لأنَّ البَرَابِرَةَ سَيَأتُونَ اليَوم.

وَهُم يَضْجَرُونَ مِن الخَطَابَةِ وَالأحَادِيثِ العَامَّة.

لِمَاذَا هَذَا الارتباكُ المُفَاجِئُ، وَهَذِه الفَوْضَى؟

(كَم تَتَغَيَّرُ وَجُوهُ النَّاسِ إلَى التَّجَهُّم)

لِمَاذَا تَخْلُو الشَّوَارِعُ وَالمَيَادِينُ بِهَذِه السُّرْعَة،

وَكُلُّ وَاحِدٍ يَعُودُ مَهْمُومًا إلَى بَيْتِه؟

لأنَّ اللَّيْلَ قَد حَلَّ دُونَ أن يَأتِي البَرَابِرَة؟

وَبَعْضُ مَن وَصَلُوا لِتَوِّهِم مِن الحُدُود

يَقُولُون إنَّ البَرَابِرَةَ لَم يَعُد لَهُم وُجُود.

وَالآنَ مَا الَّذِي سَيَحُلُّ بِنَا بِلاَ بَرَابِرَة؟

لَقَد كَانُوا، هَؤُلاَء النَّاس، نَوْعًا مِن الحَل.

شاهد أيضاً

كشف المستور في رواية “على فراش فرويد”

حسن لمين | المغرب التحليل النفسي كأداة للسرد: كشف المستور في رواية “على فراش فرويد” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات