“للنجاح أناسه “صابرين عكور/ المغرب

أوطاط الحاج :

في غمرة استعدادنا وإعدادنا لمحطة الامتحان الجهوي للسنة الثالثة إعدادي، وعقب إنجاز ما يناهز عشر امتحانات تجريبية في مادة اللغة العربية، فاجأنا الأستاذ مصطفى لكحل برسالة تربوية مشوقة جدا، ضمنها أبلغ مشاعر الحب والحنان والاحترام والتحفيز، عقب التقدم الكبير الذي حققناه في هذه المادة على الخصوص، رأيت من باب التأدب والعرفان بالجميل أن أعامل رسالته معاملتين اثنتين:

التلميذة صابرين عكور

1) عبر التفاعل بإيجابية ودقة مع اسئلتها التي تضمنتها باعتبارها نموذجا لامتحان تجريبي
2) الجواب عليها كمتعلمة تتلمذت على يديه خلال السنتين الأولى والثالثة ثانوي اعدادي، فنهلت من فيض علمه الكثير وتعلمت معه معنى تقدير الذات والأخر وأهمية التفاؤل والتحفيز ومعنى ان تكون إيجابيا.
واليكم اللحظة نص رسالتي كما دونتها وخطتها أناملي:
بسم الله الرحمن الرحيم الرؤوف الحليم، والصلاة والسلام على سيد المعلمين نبي الهدى وسيد العرب والعجم أجمعين ورحم الله كل من كرس ولو ثانية من عمره لهداية وتثقيف النشء، آمين.
أما بعد،
أستاذي الفاضل، يسعدني أن أبلغك بأن رسالتك التربوية الفياضة بالحب والصدق، قد هزّت كياني هزا، وأحدثت رجة في أفكاري إلى درجة أنني عجزت عن لملمتها، الأمر الذي جعلني أغير الورقة مرارا وتكرارا، رغبة في كتابة جواب يتناسب ومكانتكم.
لقد كنت أستاذي الكريم، أبا ثانيا لنا ومدرسا وموجها ومحفزا دفعتنا للخير والنجاح دفعا، ورغبتنا في تسلق سلالم التميز والتفرد، وكيف لا وأنت الذي لم تفتأ تقول لنا دوما ” في أعلى سلالم النجاح لا يوجد زحام”، لقد رأيت فيك أستاذي العزيز طيلة مسيرتي الإعدادية ،نبع الحنان والعطاء والأمل والحزم والعزم، لذا لا غرابة ان كنت ـــ وها قد أسدل الموسم الدراسي ستاره ـــ تربعت على عرش السنة الثالثة بفضل مجهوداتكم وكل الأساتذة الكرام مزدوجة المشاعر، حزينة لفراقكم حيث لمست فيكم الأمن والأمل، فما أروع حصصكم ،كم كنت أتمنى لو لم تنته الحصة لدفئها وسلاسة شروحاتكم ولا محدوديتها، ولا مبغض لأسئلتنا عندكم سواء كانت تصب في صلب الموضوع أو خارجه. وسعيدة لأنني سأغادر اعدادية الخوارزمي وأنا أصبو إلى مستقبل دراسي زاهر، فقد تسلحت بفضلكم بعلم ومعرفة تجذرت في كياني، أمسيت أعشق اللغة العربية بكل جزئياتها وأصبح الكتاب عندي بطاقة سفر مجانية اسافر بواسطتها إلى عوالم عدة نفيسة كنوزها وفيحاء ضلالها.
أستاذي الفاضل، لقد فرضت شخصيتك فعلا على كل من حولك بيسر وسلاسة لم أعهدها، فأحببناك واحترمناك، وكم من زميلة وزميل لي تمنى لو درس عندك، فكم أعجبني مطابقة قولك لفعلك، وعلانيتك لسرك، تحث على الصفوف الأولى وأنت مأهلها وتمهد لها تمهيدا، فكم أخطأت فقومتني بحسن أسلوبك وانتشلتني بلباقة تعاملك، وهونت علي وعلى أصدقائي عديد المحطات المحزنة التي مررنا بها، فجعلتنا نتخذ منها دافعا وحافزا قويا لبذل جهود أكبر، ومنعتنا من أن ندعها تفرمل اجتهادنا، وحقا تجاوزناها بيسر والحمد لله.
استاذي الفاضل، لقد أدركت أن للنجاح أناسه الذين يقدّرون معناه، ويرغّبون فيه ترغيبا ويدفعون لخوض غمار التحدي ضد النفس والأخر دفعا، ونعم الناس أنت أولهم، فلكم مني أسمى مشاعر التقدير والاحترام، وعبركم أرغب في شكر كل من درسني ووقف بجانبي وحفزني على الاجتهاد، وإني أرجو ممن تستودع عنده الآمانات أن يحسن إليكم ويتولاكم بستره العميم ويجزيكم عنا خير الجزاء.


ابنتكم وتلميذتكم: صابرين عكور / الثالثة ثانوي إعدادي 1

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

“من التربية بالسنيما إلى التربية على السنيما: قراءة في كتاب السنيماالمغربية وتخوم التربية”جميلة حمداوي/المغرب

إن إثارة القضايا الاجتماعية في الأعمال الأدبية من حين لآخر ضرورة حتمية لنفض الغبار على البنيات المجتمعية، إذ يتطلب الأمر تفكيك البنى النصية، واستقراء الثيمات العامة وطرحها على بساط البحث، لتناولها من مختلف المنظورات المعرفية المتباينة (سيميولوجيا، سوسيولوجيا، فلسفيا...) وذلك من أجل  التشخيص والمعالجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات