“مرَّ القِطار سريعاً ” إبراهيم العوني ـ المغرب

إلى أين يرحلُ ذاك الذي تسكُنه روح كافكا ؟

إلى أي شارع يهرع ذاك الذي تلاحقه شذرات سيوران ؟

ذاك الذي يترددُ بصدره ” نشيد الموتى ” ماذا ينتظر ؟

الذي يسكنه حزن درويش ، هل يدفئهُ معطف أكاكي ؟

عينا الماغوط التي لا تنام ودموعه الزرقاء ؛ تلك نكبة النمل أم حداد هو ؟

أتحميه مطرقة نيتشه من صرخات المشردين التي تتهاوى عليه كالعقاب ؟

مرَّ القطار …
زاحفا على الجسد والدم المهدور ، واثبا بالعمر إلى عتمة الغد ، مرّ القطار سريعا …

لا زلتُ أنتظر … !

يا عتمتي اشتدي أكثر ، لترتفع الأشياء كما ترتفعُ الأغنيات من ” حي الصفيح ” ؛ لأعتذر لنفسي ” عذرا نسيتك هناك ” …
لا زلت أنتظر ” هنا ” بالمحطة أحمل حقيبتي التي مزقها الدهرُ وخلفي كل قصائدي شاهدة على المجزرة ، مرَّ القطارُ سريعاً …

يا ليل أخبر ” رفاقي ” أني أنتظر ، أخبرهم أني لم أسمع ” صافرات الإقلاع “

أنا المشاء الأخير على أرصفة المدينة ” الكئيبة ” لا وجدَ في الشارع الطويل أخبرهم

وأغادر المحطة إيابا إلى شساعة الاحتمال … ربما

ربما نسوا أن يدرجوا اسمي بلائحة المسافرين ، ربما التذكرة بجيبي دعوة لعرض مسرحي قد يكون ” في انتظار غودو ” ، ربما قطار آخر قادم … ربما.

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

غالي العشق

عبدالباسط الصمدي أبوأميمه| اليمن أنا شاعر من جبل حبشي بدأوعاد ورود تطوان بالحب تدمعذهبت إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات