“مِنْكَ الْأعْيَادُ “أحمد الشيخاوي / المغرب

لَمْ تَكُ صَهْوَةُ الْعِزِّ

لِتَمْنَعُكَ أَنْ تَنْفُشَ فِي أَجْنِحَةِ التَّواضُعِ

مُتَأَمِّماً بُسْتَانَكَ الْبَعِيدَ

الْفَرِيدَ الَّذِي سُقْيَاهُ دَمُكَ

يَا أَبَتِ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ مَا بَدَّلْتَ الْبُسْتَانَ وَالْعُنْوَانَ

لِأَنّكَ دَوْماً مَعِي

حَتَّى وَقَدْ غُطِسَتْ رُوحُكَ فِي عَبِيرٍ أَبَدِي .

مِنْكَ الْأعْيَادُ الّتِي تَزْرَعُنِي أُغْنِيَاتٍ

فَيَكونُ مَا يُطْفِئُ الظَّمَا

مِنْ بَيَادِرَ،

آَهٍ ، للذِّكْرَى اضْطِرَامٌ

حَدّ اخْضِرَارِ الْقَلْبِ

وَتَوَجُّعِ أَوْتَارِهِ .

مِنّي غَفْلَةُ الْعَصَافِيرُ

كَمَنْ يُطَارِدُ خَيْطَ دُخَانٍ

تَطْوِيهِ الْمَسَافَاتُ

إلَيْك.

أصَحِيحٌ أَنَّكَ تَرَجَّلْتَ

بَعْدَ أنْ خَانَتْنِي الْقَصَائِدُ ؟

هَمْ ظَنُّوا أَنّي غَيَّرْتُ الْعُنْوَانَ وَالْبُسْتَانَ

هَمْ أَ نَكَرُوا طَقْسَ عُرُوجِيَ الَّذِي مَا فَتِأْتَ تُبَارِكُهُ

وَهُمْ يَحْفَلُونَ فَقَطْ

بِانْتِحَارِ اللَّوْنِ.

مِنْكَ تَعَلَّمْتُ كَيْفَ أُذَوِّبُ خِطَابَ الْكِبَارِ

فِي مَلاَمحِ الصَّهٍيلِ.

أَكْتُبُهَا وَتَمْحُونِي

فَرَادِيسُ الأُبُوَّةِ،

وَطَالَمَا سَجّلْتُ ــ تَجَاوُزَا ــ

مَعْنَى َضُعْفِكَ فِيَّ

يُغِرِيكَ مِنّي شَفَقُ الِوِجْنَتَيْنِ

أَتَعَثَّرُ بِأَلْوَانِ طُفُولَتِي

أَشْرُدُ فَتَحْرُسُنِي

مِنْ سَوْطِ السَّنُونْ.

لَمْ تَأْفَلْ يَا أَبَتِ

بَلْ رُفِعْتَ

مُحْتَقِناً

بِمَعْسُولِ الطَّاعَةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ

بَذَرْتَنِي شُعْلَةً

كَيْ تَعِيشَ،

وَلِأَنِّي سِرٌّ مِنِكَ

لَمْ أَزَلْ أَتَقَمَّصُنِي فِيكَ،

لَمْ أزَلْ أَقْرَأُكَ فِيَّ

مُكَذِّباً كُلَّ الْقَوَافِلِ

وَالتَّفَاسِير.

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

آدم و حواء     

منى فتحي حامد| مصر العلاقة الصادقة بوابة آدم وحواء إلى النجومية والإبداع بعيدا عن الغيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات