“وَعْدُ نِصْفِ جَسَدٍ”عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِي/تونس

هُوَ حِكاَيَةً..أَطْراَفٍ..بِلَوْنِ المُعاَنَاةِ..
باَئِعُ السَّمَكِ وَ الخُضْرَوَاتِ..
مَنْ مَسْكَنُهُ بَيْتاً أَوْ قُلْ كَراَجاً..
حَيْثُ يَمْلَأُ دَلْواً..
يَتَسَلَّقُ..يَمْسَحُ وَ يُجَفِّفُ بَعْضَ السَيَّارَاتِ حَتىَّ لا َيَجُوعُ.. وَيَعوُدُ..
بِيَدَيْنِ يَدْفَعُ العَجَلاِتِ لِغُرْفَةٍ لاَ تُشْبِهُ الْغُرَفَ
وَيَناَمُ..عَلىَ مَرْتَبَةٍ خَشَبِيَّةٍ خَشِنَةٍ مَسْنوُدَةٍ عَلَى حَائِط ِ الأَرْضِ و َبَعْضِ الأَثَاثِ..
هُوَ مَنْ عَاشَ حَياَةً لَيْسَتْ كاَلحَياَةِ..
بَائِسٌ مَهْزُومٌ..مُخْزٍ..مُشِينٍ كَالسِّياَقِ..
لَمْ يَحْلُمَ..بِأَكْثَرَ، مِنْ كُرْسِيٍّ ..
لِيَرْفَعَ عَلاَمَةَ النَّصْرِ..
فِي عِزِّ الصَّيْفِ وَالشِّتاَءِ..
فيِ الشَّواَرِع ِ فيِ اَلأَزِقَّةِ وَعَلىَ كُلِّ الحُدُودِ..
يَرْفَعُ الرَّايَةَ لأَِعْلىَ نُقْطَةٍ بالزِّحَاف ِ..
عَلىَ التُرْبَةِ الصُّلْبَةِ
مُزِّقَ جَسَدُهُ..
خُطِفَتْ أَطْرَافُهُ..
إِِلاَ َََّروُحُهُ بِيَد ِاللهِ..
هُوِ مَنْ تَعَالىَ عَلَى كُلِّ الجِّرَاحِ..
صَاحِبُ ” نِصْفَ الْجَسَدِ..
كَطُيُورِ الصُّبْحِ..يَغْرِسُ بَقَايَاهُ فيِ التُّراَبِ..
بَحْمِلُ أَلْواَنَهُ الأَرْبَعَةُ هاَتِفاً :
“لا َتَخاَفواُ لَنْ يَنَالَ مِنَّا الرَّصَاصُ.”..
صَاحِبُ المَبْتُورَتاَن ِ..
الْفاَرِسُ المُقْعَدُ..
قَاذِفُ الْحِجاَرَةِ..مُرْهِبُ الْقَنَّاصِ..
بَقِيَ ثاَبِتاً باِلدِّماَءِ..
شاَهِداً وَشَهيِداً مَعَ الْمَلِكِ الْدَيَّانِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالشُّهَدَاءِ وَ الأَوْلِياَءِ و َالأَبْرَارِ و َالصِدِّيقِ و َالفاَرُوق ِ وَذوُ النُّورَيْن وَالكَرَّارِ..
مَاذاَ فَعَلْتَ بِآلِهَتِنَا..
يَا مَنْ عِشْتَ بَيْنَنَا سَالِمًا..
وَ نَحْنُ الْمُعَاقُونَ..
فَلَقَدْعَرَّيْتَ كَلَّ مَقوُلاَتِ الْسَّلاَمِ َوالَّتعَايُشِ الرَّخيِصَةِ..
مَنْ تَبِيعُهاَ مُنَظَّماَتٌ..
لَمْ تَمْنَحْكَ كُرْسِياًّ كَهْرُباَئِياًّ لِتَحْمِلَ بَعْضَ جُروُحَكَ..
فَلَقَدْ أَسْقَطَّهَا جَميِعاً تَحْتَ فَأْسِك َ..
أَنْتَ اليَوْمَ تَمْضيِ..بِكَراَمَةٍ وَبِعِزَّةٍ..
راَفِضاً تَدْنِيس الطَّهاَرَةِ
بَلِّغْ عَنَّا وَعْداً اَنَّ مِفْتاَحَ المَدِينَةِ..
بُنْدُقِيَّةً رَغْمَ أَعْداَءِ القَضِيَّةِ..

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

آدم و حواء     

منى فتحي حامد| مصر العلاقة الصادقة بوابة آدم وحواء إلى النجومية والإبداع بعيدا عن الغيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات