د. امحمد امحور |
ينتابني القصيد خلسة
يتبختر الحرف في بهائه
يمتطي صهوة العاديات
ذات صبح أغبش
لم يتبد منه الخيط الأبيض من الأسود
وحدها بنت الشفة تتلعثم ولا تكاد تبين
تود الانسلال من فوهة الاستعارة
وتحتمي بالتورية والمعنى المغلق
تتمرد عن شموخ الخيال الجموح
باحثة عن عذوبة ماء الخنساء
في تربة اكفهرت
ولم تعد تنبت الشوق
والأحلام الشاردة.
من سيشد من أزرها في مخاض عسير
كشر عن أنيابه
في غبش ومسغبة.
لمن ستبث أحزانها بعد الولادة.
ألنخلة فقدت أغصانها
ولم تعد تساقط رطبا جنيا.
أم لشيطان شعر تخلى عن الغواية.
ينتابني القصيد خلسة
يبحث عن شقوق
في مسام جسد مثخن بالجروح
يكبر الجرح رويدا
شبرا ذراعا رقعة شطرنج
لا أقنع بمثل هكذا ندوب !
لن أستسيغ لجة الأنين
أظنها غصة حنين قديم
عادت تراود حلقي النازف حرفا
استعارة منسية
انكتبت ذات مساء بارد
على جبين غيمة
تمعنت في استفزاز كومة حصاد
ينتظر البغل وصنوه
ليصنعا ملحمة زغاريد
وفرحة فتاة يانعة
مكثت قليلا في خدرها
ثارت على الغيمة الثكلى
غنت في قرارة نفسها
موالا ركب صهوة وتد
سقط سهوا
تاهت الغيمة
في واد مضمخ بالضباب
وطفل لا يبرح عتبة الباب
وبهو الدار المنحدر
ينتظر جلجلة صوت يملأ الرحب
وعودة أخ من بية الأبية