عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ بالتعاون مع بيت الشعر العراقي ببغداد؛ صدر كتاب « غيمٌ على سرير / مختارات من شعر عبد الرزاق الربيعي » اختارها الشاعر والناقد “عماد جبار” وقدَّم لها الأستاذ الدكتور ” سعد التميمي”.
الشاعر “عبد الرزاق الربيعي” ينفرد من بين شعراء جيل الثمانينات باتساع تجربته الشعرية وعُمقها وتنوعها، وهو الحاضر باستمرار في الساحة الشعرية والقادر على الانتقال من منطقة الى أخرى مجدِّدًا في القصيدة على مستوى اللغة والأسلوب والمعالجة والمفارقة، كاشفًا ما يحمله من عمق معرفي يتجلى في تناصاته المتنوعة، مما جعل شعره موضوعًا لأكثر من خمس عشرة أطروحة دكتوراه ورسالة ماجستير في الجامعات العراقية والعربية عدا البحوث والدراسات والمقالات، ففي تجربته الشعرية التي امتدت لما يقارب الخمسة عقود شكَّلت محطات بدأت بالثمانينات التي كوته وجيله بنارها فخرج منها بمآسٍ وأحزان ترجمها الى قصائد عكست حجم التحديات في تلك الأيام لتبدأ بعد ذلك رحلة الغربة في المنافي ليغرف من كل منفى معاني ودلالات ازدانت بها قصائده ، فهو القادم من صومعة الشعر حاملاً الوطن المثخن بالجراح والألم وصور الخراب والموت التي يختلط فيها الدم بالدموع، ويتعالى فيها صراخ الأرامل والأطفال باحثًا عن الأمل والحب والحياة، لذلك كان في منفاه يستعيد ما حملته الذاكرة من أوجاع الوطن ويتفاعل مع ما يمر به الوطن عن بعد، فيعيد انتاج تلك الأحداث بقصائد تلامس الواقع بصدق وفاعلية ، فقد استطاع أن يحول المنفى الى طاقة شعرية غنية وعميقة تستوعب التحولات التي عصفت بالواقع، وفي كل محطة ترك له بصمة شعرية متميزة.
من هنا انبثقت أهمية تقديم مختارات من شعر عبد الرزاق الربيعي، بوصفها تجربة تكشف عن رؤية شاعر تسعيني كتب الأشكال الشعرية الثلاثة عن قناعة راسخة بأن الايقاع جوهر الشعر وأهم عناصره، ويأتي التصدي لهذه المختارات لأهمية التجربة الشعرية للربيعي واتساعها وحضورها المستمر على الساحة الشعرية.
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …