الافتتاحية

أهلا بالحضور الكريم إلى هذه الوليمة الثقافية التي تتناغم ضمن حدودها عوالم المسرح والسينما والشعر وطقوس أخرى، نرحب بالجميع آملين أن يغذي أول نشاط لجمعية عبور الفضول والاستطلاعات، خاصة وأنّا انتدبنا له نخبة من القامات لإثراء فعالياته، وهو نشاط طالما تحيّنّا فرصة تنظيمه، وها قد أتيحت أخيرا.

صحيح أن لمعرض البيضاء الدولي للكتاب أهميته ، بيد أنه حسب النقّاد والمهتمّين

كصوت واعد ، تشاكس الشاعرة الجزائرية آمال زكريا ، الحياة والنص بكل ما أوتيت من أنوثة وهشاشة زائدة

ينطلق الشاعر المغربي مصطفى الشقوري ، في تجربته الزجلية ، من واقع هضم منظومة القيم

لسنا نورد مفهوم الهامش ، هنا ، على نحو قدحي

يقدم الروائي المصري أحمد طايل ، في منجزه السردي

" زَرقاء بني نُمير: امرأة كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء" في اللبن

لعل أبرز إحالات هذا الدّال ، تتجسد في أفق معنى التجديد والابتكار ،فهو مرتبط بالطقوسي ومنتسبا إلى فضاءاته ، أكثر من ارتباطه أو انتسابه إلى المشهدية . ذلك أنه يعنى بالعمق ،ويحاول اختزال ما هو باطني ،ويُترجم نبضه ، خلافا للأشكال التعبيرية التي قد تحفل بما هو طاف وسطحي ، ذلك أنه يعنى بالعمق ،ويحاول اختزال ما هو باطني ،ويُترجم نبضه ، خلافا للأشكال التعبيرية التي قد تحفل بما هو طاف وسطحي ، دون أن تحقق ثقافة الإستكناه أو استنطاق خبايا الذات ،كمركز لسائر ما يحيط بها من عناصر طبيعية وأشياء .

من العدم إلى الإيجاد ، ومن المستحيل إلى الممكن ، ومن الذبول إلى البياض ، هذا هو التحول الذي أنتج صراع الأضداد. يكتسي عنصر البياض أهميته من قدرته على خلق الترتيبات الكونية ،تكون أقرب إلى أصل الكائن الصلصالي ومنبته السماوي ، كلما أوغلت في مفاهيم الثقافي وتكيّفت مع عوالمه ، وتفادت الاصطدام مع الإيديولوجي والديني .

في هذه الورقة والتي أعتبرها مجرد اقتراح ، للنظر وبجدية في مستقبل وراهن النقد العربي ، وكمدخل لذلك ، وجب تبني الجهود الشخصية في هذا الباب ، وتأطيرها واستثمارها بشكل جيد ، عوض التكريس للنزوع الأكاديمي والتمكين له ، خاصة وأنه في عمومه مدان ، وتحاصره جملة من الاتهامات .