ثقافة

” المعتقل” اوركو محمد/ المغرب

نشأ مصطفى في أسرة فقيرة جدا بأعالي الجبال، كان ذو أخلاقا رفيعة ويحبه الجميع، يعجبني كثيرا أنا أيضا، لأنه يقرأ باستمرار وبانتظام، كان يحب البسطاء والمقهورين، كان حلمه الوحيد هو أن ينصف الفقراء وكل سكان الهامش ويرفع الحيف عنهم. ذات مساء شارك في تظاهرة في حي شعبي بإحدى المدن المعروفة بالنضال، وكان إلى جانب أخرون هم من يتزعموا هذا الحراك، كانت الحشود تتقاطر على التظاهرة لأنها تصرخ ضد الحيف والظلم والطبقية ...وغيرها كثير من الشعارات. ظلت الشعارات تسمع في أنحاء المدينة تقريبا، وكل ذلك الصراخ العالي جدب العديد من الأفراد خصوصا الشباب منهم للمشاركة في التظاهرة. كان مصطفى يرتدي في ذلك المساء معطفا بنيا، وعندما انتهت تلك التظاهرة قرأ مصطفى لتلك الحشود البيان الختامي لذلك العرس النضالي، بعد الانتهاء دعني إلى المقهى رفقة بعض زملائه، لكنني كنت خائفا من تبعات هذه التظاهرة فرفضت الدعوة، وقدمت لهم اعتذار. بعد أن جلس بمعية رفيقته، وبعض الإخوة، كانوا يشاهدون بعض الصور التي صورها أحد زملائه، وفي رمشة عين وقف رجل ضخم بالقرب منهم، وبعد أن قدم التحية لهم، وضع يده على كتف مصطفى، وقال له: - معذرة هل أنت مصطفى؟. رد مصطفى على السؤال بالإيجاب، وقال له: مرحبا أنا شرطي يمكنك القدوم معي، وهناك صديقين لي يجلسان في الركن بالقرب من التلفاز، ونحن نعرف أنك بعد الانتهاء ستأتي إلى هذه المقهى مع رفاقك، والآن يمكنك القدوم معنا دون أن يحدث ضجيجا في المقهى، نحن تلقينا أمرا بأن نعتقلك، وكما تعلم فكل عناصرنا تحيط بالمقهى التي نتواجد فيها الآن . بعد ذلك حاول رفاق مصطفى أن يتحدثوا معه لعل وعسى يتمكن من أن يهرب من قبضة الاعتقال، لكن دون جدوى، كان الضجيج والضوضاء يعم بالمكان.

أكمل القراءة »

” أبناء الشمس والنخيل” يونس الشرقاوي/ المغرب

- " فداحة العيش وشقاوة السكون " عبارة لطالما ردَّدَها سراً وعلانيةً ... - إن الخوف الذي يسكننا الآن، خوف أَعظَم من الدقائق الأولى قُبَيْلَ أن يخطف الموتُ الروح من الجسد. لكن حقيقة هذا الشعور هو هروب، كي لا يُفتح باباً مُوصداً بإحكام على أغوارِ الذاكرة، مخافةً من أن تبعث كل الأشياء الراكدة والمركونة في زوايا الذاكرة الهاربة المنفية العارية. التي دائما يتحاشى أن يرفع عنها لثامُ الماضي بأيْدي الحاضر ليَظهرَ كنذر شؤوم. الذي مجرد التفكير فيه يصيبه بإحباط مَقيتْ وآلمٍ عَميق..ما يشعره بأنه يريد التّنصل والإفلاتَ من واقعٍ بئيس اغتصبَ أحلام أبناء الوطن على غفلة منهم.

أكمل القراءة »

“حين تُذبح أغنيات القلب” اصغيري مصطفى / المغرب

مهما كانت كلمات الشعراء ، وأغنيات العشاق ، وحكايات الحب ، فهي لا تصل أبدا إلى لحظة حب صادق يعيشها الإنسان ، مهما كانت روعة الكلمات وجمال الأغاني فإن المشاعر تبقى هي الأجمل والأعمق والأصدق . إن الكلام الجميل مهما كان جميلا لا يتجاوز حدود الكلمة ، ولكن الحب يزلزل الوجدان ويعصف بالقلب ، ويحتوى كيان الإنسان كله ، إننا عندما نحب تتغير أشياء كثيرة في ملامحنا ... تصبح الوجوه أكثر نضارة والعيون أكثر بريقا ، والحياة أكثر جمالا .

أكمل القراءة »

“ربما ” بادر سيف / الجزائر

متنبأ بصواعق و تواريخ دوالي هبوط من سماوات ممدودة ليد التسامح و الغيب منتصف الطريق نصف رحلة الى سياج المدارك و الملامح حفر التلذذ بماء التصالح بين الملح و زبد العائدين الى حتفهم متنبأ بصواعق بأرض تنز إثما يختنق تحت ثدي الغيث

أكمل القراءة »

“تعانق الأبيض والأسود في رواية {قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط}لحسن ملواني /المغرب

يعتبر عنوان الرواية بصيغته مزدوج الوظيفة، فهو إذ يشير إلى ما يعتبر عاديا في وجباتنا اليومية "تناول قهوة بحليب" يحمل دلالة أخرى تتعلق بقيم ومبادئ ذات صلة بالمساواة وبالتعايش بعيدا عن التفريق بين الناس استنادا إلى ألوانهم

أكمل القراءة »

” الحب هي” محمد الودير/ المغرب

لطالما أمنت بأن غنى الشخص الداخلي أهم ما يملك وهي ثروته الحقيقية في زمن يلهث فيه الجميع بحثا عن ثروات وهمية بالأساس، كانت هذه قناعتي أطبقها علي وعلى جميع من أصادفهم على رصيفي طريقي وأنا سائر نحو نهاية الطريق، صادفتها وأحببتها فورا، أحببتها لأنها ذات قلب ملائكي، قلب طفلة تتوق إلى عيش الحياة بتفاصيلها، مندفعة في جموح نحوها، لقائي الأول بها كان غريبا بعض الشيء ومختلف عن اللقاءات الأولى التي تأتي بطرق معروفة ومتداولة، كان لقاء استثنائيا، جذبني هذا الاستثناء لأتعرف عليها أكثر فأكثر، لم أكن أعلم حينها بأنها ستضحى رفيقة دربي وسنعزم على أن نكمل الدرب معا، كانت هبة لي من الله، هبات الله تأتي على أشكال مختلفة ليس شرطا أن تكون الهبة مالا أو جاها أو شهرة، قد تكون أعمق من ذلك، قد يهبك الله شخصا يغنيك عن كل شيء، فقط بوجوده تستشعر الغنى والجاه وكل شعور جميل،

أكمل القراءة »
التخطي إلى شريط الأدوات