ظننا أن السقف انهال على رؤوسنا أو أن عمودا انهار من تحتنا لذلك مكثنا لبضع لحظات بأماكننا كأننا مثبتين بمسامير ونظر بعضنا لبعض، دون أن ننبت ببنت شفة. بعد ذلك بدأت أصرخ بصوت مرير: أمي ... أمي. فسمعت أمي أنيني، فحضنتنى بذراعيها، ورفعت صوتها قائلة: يا ويلتي ظلام دامس ورعد صادم، سأفديك يا بني ويا ابن بطنى. سمع أبي صرخات أمي وصرخ بها، يا حمقاء لم تصرخين؟ تحدثت خالتى " ينتال " أيضا قائلة: انظروا من فضلكم كلهم يصرخون، لماذا تصرخون؟ ماذا رأيتم ؟ هل رأيتم سارقين، قاتلين, أم لصوص؟ أ حريقا سقط عليكم؟ سمعت الطباخة " برينا " تلك الكلمات، وأتت من المطبخ تسأل بتلهف وقلق أين الحريق؟ أين النار؟ أين؟ فقامت خالتى " ينتال " ووبختها، قائلة: اتركينا يا لك من امرأة حمقاء قاسية، لتخففي مصائبنا، من أرسلك لنا؟ يهودية مجنونة، اذهبي للمطبخ وامكثي هناك، يا إلهى لتحقق كل أحلامي التي حلمتها الليلة وكل ليلة، على أعدائي آمين يا رب، ألم تسمعوا بحياتكم أشخاص تصرخ؟ مما تصرخون؟ ألا تخجلون ألا تستحيوا؟ الأمر بسيط جدا، انظروا ها هو العجوز الذي ربطتم به كل أواني البيت. هل سقط من على الحائط؟ سقط وانكسر، فكرة عظيمة، ما رأيكم في أن تحاولوا أن تربطوا بأنفسكم حمل كهذا، جربوا من فضلكم ألا تخنعون أنتم أيضا تحت حملكم؟ هل سمعتم بحياتكم؟ هبت العاصفة من صمتها، ونحن نهضنا من أماكننا واحدا واحدا، واقتربنا من العجوز نلاحظه بشفقة، ها هو ملقى مهشم الأعضاء متمدد على الأرض، ووجهه للأسفل والبندول ملقى على الأرض يلعق التراب.
أكمل القراءة »أرشيف الوسم : سامح سعودي سيد
“ما أروع الحب!”سامح سعودي سيد/مصر
ذات مرة كانت هناك جزيرة، تلك الجزيرة التي تعيش بها كل المشاعر، السعادة، والحزن، العرفان، والحب .. وذات يوم بلغ المشاعر نبأ بداية غرق الجزيرة. سارع كل واحد إلى إصلاح زورقه، ثم تركوا الجزيرة إلا الحب، فهو الوحيد الذي بقي، حيث أراد أن يظل بها حتى آخر لحظة ممكنة
أكمل القراءة »